بطنه ، فمن استطاع ان لا يدخل بطنه الا طيبا فلفعل».
[وقال صلىاللهعليهوآله : «من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل» فلم يوجب عليهالسلام على أحد شيئا إلا بعد الاستطاعة (١)].
وقال صلىاللهعليهوآله : من استطاع منكم أن يقي وجهه حر النار ولو بشق تمرة فليفعل. فلم يرغبهم الا فيما يستطيعون.
وروي عن ابن عباس (٢) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أنبئكم بأعز الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : الذي يعفو إذا قدر.
فبين أنه انما يكون العفو إذا قدر العبد وإذا لم يقدر فلا يكون العفو وقد قال الله تعالى (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا)(٣) وقال (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ)(٤) وقال (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)(٥) فعلمنا أنه كان يقدر على أن يعاقب ، فأمره الله لذلك بالعفو ، ولا يجوز أن يعفو عما لا يقدر له على مضرة ولا على منفعة.
وروي عنه انه قال : «من كظم غيظا وهو قادر على إمضائه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضي».
وروي [عن (٦)] ابن عباس في قوله (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ
__________________
(١) الزيادة من أ.
(٢) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين عليهالسلام أشهر من أن يخفى ، دعا له النبي (ص) بالفقه والتأويل ، وكان حبر هذه الأمة وترجمان القرآن ، وكان عمر يقربه ويشاوره مع جملة الصحابة ، ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين وتوفى بالطائف سنة ٦٨ هج (الكنى والألقاب : ١ / ٣٣٥).
(٣) سورة البقرة : ١٠٩.
(٤) سورة المائدة : ١٣.
(٥) سورة الأعراف : ١٩٩.
(٦) الزيادة من أ.