قوله لا يقال نعم ولكنه بسوء اختيار المكلف الخ.
هذا تسليم للاستحالة لكن طلب الضدين فيما نحن فيه غير مستحيل لان اجتماع الطلبين ثبت بسوء اختيار المكلف بعبارة اخرى ان عدم القدرة في المقام كان باختيار المكلف فانه لما خالف امر الاهم وعصى اختيارا جاز اجتماع الطلبين الفعلين عليه في ان واحد كما يقولون الامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار مثلا اذا اطرح شخص نفسه من السطح صح الخطاب له بقولك لا تطرح لان هذا الشخص اوجد الامتناع بنفسه الحاصل ان طلب الضدين في المقام اختيارى.
قوله فانه يقال استحالة طلب الضدين ليس الا لاجل استحالة طلب المحال الخ.
هذا جواب لا يقال قد ثبت في قوله لا يقال انّه اذا كان عدم القدرة بسوء الاختيار فلا مانع حينئذ في طلب الضدين واما الجواب عن هذا ان امتناع طلب الضدين ثابت مطلقا وان كان بسوء الاختيار حاصل هذا الجواب ان منشأ الاستحالة موجود في كلتا صورتي الاختيار وعدمه اي سواء كان عدم القدرة بسوء الاختيار ام لا والمراد من منشأ الاستحالة هو كون المطلوب محالا لا يصلح سوء الاختيار لرفع هذا المحال.
فاعلم انّ طلب الجمع بين الضدين قبيح على الحكيم لكونه طلبا المحال والظاهر ان الجمع بين الضدين كالجمع بين المتناقضين محال لانّ مرجع طلب الضدين الى طلب الجمع بين النقيضين وجه الرجوع انّ طلب كل واحد من الضدين يلازم عدم طلب ضد الاخر