توضيح هذا الدليل ان وقوع الشيء اقوى دليل على امكانه لامتناع وقوع ما هو ممتنع ومستحيل كاجتماع الضدين أو النقيضين فالبرهان القطعى على الامكان هو الوقوع وقد وقع اجتماع الامر والنهى في العبادات المكروهة كالصلاة في مواضع التهمة وفي الحمام والمراد من مواضع التهمة وهى وزنا كهمزة» ما يتهم عليه والمراد من مواضعها الامكنة التي يتهم المصلى فيها على استخفاف الصلاة كالمعاطن والمزابل أي فيجتمع الوجوب والكراهة ان كانت الصلاة المأتى بها في الحمام واجبة والاستحباب والكراهة ان كانت الصلاة نافلة وكذا الصوم فان كان مستحبا يجتمع في الصوم في يوم العاشوراء الندب والكراهة وان كان واجبا كالصوم النذر يجتمع في ما ذكر والوجوب والكراهة ولا يخفى ان التضاد لا يختص بين الوجوب والحرمة لان الاحكام الخمسة متضادة باسرها
قوله : والجواب عنه اما اجمالا فبانه لا بد من التصرف والتأويل الخ.
قد اجاب صاحب الكفاية عن الاستدلال المذكور وقال اما اجمالا فبانّه لا بد من التصرف والتأويل حاصل هذا الجواب انه لا بد من تأويل الصغريات التي اوردها الخصم كما أول ظاهر قوله تعالى (جاءَ رَبُّكَ) أى جاء امر ربك واما في مقام البحث فيقال ان صحّة العبادات في الامثلة المذكورة من جهة واجديتها للملاك وعدم مانعية النهى التنزيهى عن مقربيّتها.
توضيح الجواب انه بعد قيام البرهان على الامتناع التضاد