المتلازمين قد تمّ الى هنا طريق الاستدلال بالوجدان وذكر هنا المؤيد لهذا البرهان بل يكون هذا المؤيد من اوضح البرهان لوجوب المقدمة من باب الملازمة ومحصله قد استدل على وجوب المقدمة اولا بالاستصحاب وثانيا بالوجدان أى اذا اردت شيئا فقد انقدح من ارادة الشيء ارادة مقدمته مثلا اذا آريد ذو المقدمة لزمت ارادة المقدمة.
قد اورد على هذا الاستدلال حاصله انه يصح هذا الاستدلال في التكوينيات بان ارادة ذى المقدمة مستلزم لارادة المقدمة لكن يمكن فى التشريعيات ارادة ذى المقدمة من غير المقدمة.
فاجيب عن هذا الايراد بوجود الاوامر الغيرية الشرعية في بعض المقدمات مثلا ثبت الامر الغيري في الوضوء وفي بعض الواجبات العرفية أى ثبت الامر الغيري في مقدمات الواجبات العرفية كالامر بدخول السوق لاشتراء اللحم اذا حصل الامر الغيري مستقلا في هذه المقدمة فقد ثبت الامر الغيري في المقدمة التي لم تكن فيها الامر الاستقلالى لان ملاك الامر الغيري أى المقدمية موجود في كلتا المقدمتين ولا فرق من ناحية ملاك الطلب فيهما فظهر مما ذكر ارادة المقدمة في الشرعيات كالتكوينيات.
ان قلت لم خوطب بعض المقدمات بالخطاب الاصلى.
قلت ان هذا الخطاب كان باعتبار الملاك والمقدمية لكن خوطب في هذا المورد بالخطاب الاصلى وقد خوطب في بعض الموارد بالخطاب التبعى مثلا خوطب ذو المقدمة اصالة فخوطبت المقدمة بالتبع ولا يخفى ان مورد النزاع هو الامر الغيري المولوى لا الامر العقلى لانه لم يكن موردا للانكار.