وفى أثر إسرائيلىّ ، قال موسى : يا ربّ خلقت آدم بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسجدت له ملائكتك ، وعلّمته أسماء كلّ شىء ، وفعلت وفعلت ، فكيف أطاق شكرك؟ فقال الله عزوجل : علم أنّ ذلك منى ، فكانت معرفته بذلك شكرا لى.
وقيل : التلذّذ بثنائه على ما لم يستوجب من عطائه.
وقال الجنيد ـ وقد سأله سرّى عن الشكر ، وهو صبىّ بعد ـ : الشكر ألّا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه. قال من أين لك هذا؟ قال : من مجالستك.
وقيل : من قصرت يداه (١) عن المكافأة فليطل لسانه بالشكر.
والشكر مع المزيد أبدا ؛ لقوله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)(٢). فمتى لم تر حالك فى مزيد فاستقبل الشكر. وفى أثر إلهىّ ، يقول الله : أهل ذكرى أهل مجالستى ، وأهل شكرى أهل زيادتى ، وأهل طاعتى أهل كرامتى ، وأهل معصيتى لا أقنّطهم من رحمتى ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم عن المعايب.
وقيل : من كتم النعمة فقد كفرها ، ومن أظهرها ونشرها فقد شكرها. قال (٣) :
__________________
(١) فى الرسالة القشيرية فى مبحث الشكر : «يده».
(٢) الآية ٧ سورة ابراهيم.
(٣) أى أبو تمام فى مجموعة المعانى ٩٥.