ومن الرزيّة أنّ شكرى صامت |
|
عمّا فعلت وأنّ برّك ناطق. |
أأرى الصنيعة منك ثم أسرّها |
|
إنّى إذا لندى (١) الكريم لسارق |
وتكلم النّاس فى الفرق بين الحمد والشكر [و] أيّهما أفضل. وفى الحديث : «الحمد رأس الشكر ، فمن لم يحمد الله لم يشكره». والفرق بينهما أنّ الشكر أعمّ من جهة أنواعه وأسبابه ، وأخصّ من جهة متعلّقاته فيه. والحمد أعمّ من جهة المتعلّقات ، وأخصّ من جهة الأسباب. ومعنى هذا أنّ الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة ، وباللسان ثناء واعترافا ، وبالجوارح طاعة وانقيادا ؛ ومتعلّقه النعم (٢) دون الأوصاف الذاتيّة ، فلا يقال : شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه ، وهو المحمود بها ، كما هو محمود على إحسانه وعدله. والشكر يكون على الإحسان والنّعم. فكلّ ما يتعلّق به الشكر يتعلّق به الحمد من غير عكس. وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس ، فإنّ الشكر يقع بالجوارح ، والحمد باللسان.
__________________
(١) فى الرسالة : «ليد».
(٢) فى الاصل : «المنعم» والمناسب ما أثبت.