وموافقة ، وشهودا لنعمة الله على عبده ، وتعبّدا باسمه : اللطيف المحسن الرّفيق ، وأنّه رفيق يحبّ الرّفق.
الدّرجة الثالثة : الصّدق فى معرفة الصّدق. يعنى أنّ الصّدق المحقّق إنما يحصل لمن صدق فى معرفة الصدق ، أى لا يحصل حال للصّادق إلّا بعد معرفة الصّدق ، ولا يستقيم الصّدق فى علم أهل الخصوص إلّا على حرف واحد ، وهو أن يتّفق رضا الحقّ بعمل العبد وحاله ووقته ، وإيقانه وقصده. وذلك أنّ العبد إذا صدق الله رضى الله بفعله [و] بعمله ، وحاله ويقينه وقصده ، لا أن رضا الله نفس الصّدق ، وإنما يعلم الصّدق بموافقة رضاه سبحانه. ولكن من أين يعلم العبد رضاه؟! فمن هاهنا كان الصّادق مضطرّا أشدّ ضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرّسول صلىاللهعليهوسلم فى ظاهره وباطنه ، والتّعبّد به فى كلّ حركة وسكون ، مع إخلاص القصد لله ؛ فإنّ الله سبحانه لا يرضيه من عبده إلّا ذلك.
وقوله : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)(١) ، أى يسأل من صدّق بلسانه عن صدق فعله. وقوله : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)(٢) أى حقّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم.
والصّداقة : صدق الاعتقاد فى المودّة ، وذلك مختصّ بالإنسان. وقوله :
__________________
(١) الآية ٨ سورة الأحزاب.
(٢) الآية ٢٣ سورة الأحزاب.