وقال : (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)(١) ، وقال : (وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)(٢) ، وقال : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى)(٣) ، وقال : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ)(٤) وقال لنبيّه : (لَعَلَّكَ تَرْضى)(٥). قال : (وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ)(٦) وقال : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٧) ، وقال : (لِسَعْيِها راضِيَةٌ)(٨) وقال : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٩) أى مرضيّة. وقال : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً)(١٠) وقال : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)(١١)
واعلم أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ الرّضا (١٢) مستحبّ ، مؤكد استحبابه. واختلفوا فى وجوبه على قولين ، والأكثر على تأكّد استحبابه ، فإنه لم يرد الأمر به كما ورد فى الصبر ، وإنّما جاء [الثناء] على أصحابه. وأمّا ما يروى من الأثر : «من لم يرض بقضائى ، ولم يصبر على بلائى ، فليتّخذ ربّا سواى» فهذا أثر إسرائيلىّ لم يصحّ عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولا سيّما عند من يرى أنّه من جملة الأحوال الّتى ليست مكتسبة ، وأنه موهبة محضة ، فكيف يؤمر به وليس مقدورا!
وهذه مسألة اختلف فيها السّالكون على طرق ثلاث : فقال شيوخ خراسان : إنّه من جملة المقامات وهو نهاية التوكل ، وقال آخرون :
__________________
(١) الآية ٦ سورة مريم.
(٢) الآية ٥٥ سورة مريم.
(٣) الآية ٨٤ سورة طه.
(٤) الآية ١٨ سورة الفتح.
(٥) الآية ١٣٠ سورة طه.
(٦) الآية ٥١ سورة الأحزاب.
(٧) الآية ٥ سورة الضحى.
(٨) الآية ٩ سورة الغاشية.
(٩) الآية ٢١ سورة الحاقة ، والآية ٧ سورة القارعة.
(١٠) الآية ٢٨ سورة الفجر.
(١١) الآية ١١٩ سورة المائدة ، وورد فى آيات أخر.
(١٢) أى الرضا بقضاء الله.