دع مصارعة أخيك وإن حث التراب في فيك.
وقيل :
إياك وطاعة الأسفال فإنه يهجم بصاحبه على مكروه وإذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنا منك بنفائس أموالك ثم لا يزهدنك فيه إن ترى منه خلقا تكرهه فإن نفسك التي هي أخص الأنفس بك لا تطيعك كالمقادة في كل ما تهوى فكيف تلتمس ذلك من غيرك وبحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره فقد قالت العرب من لك يوما بأخيك كله.
ووصف أعرابي رجلا فقال :
كان والله يتحسى مرارة الإخوان ويسقيهم عذبه.
وقيل لخالد بن صفوان أي الإخوان أحب إليك فقال الذي يغفر زللي ويقبل عللي ويسد خللي.
وسئل رجل عن صديقين له فقال
أما أحدهما فعلق (٢) مصيبة لا تباع وأما الآخر فعلق مصيبة لا تبتاع.
وكان آخر يقول :
اللهم احفظني من الصديق فقيل له ولم قال لأني من العدو متحرز ومن الصديق آمن وأنشد :
احذر مودة ماذق (٣) |
|
شاب المرارة بالحلاوة |
يحصي العيوب عليك |
|
أيام الصداقة للعداوة |
وقيل لبعضهم كم لك من صديق فقال لا أدري لأن الدنيا علي مقبلة فكل من يلقاني يظهر لي الصداقة وإنما أحصيهم إذا ولت عني.
_________________
(١) هو خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن الأهتم من الخطباء البلغاء وهو معدود في البخلاء توفي في عهد السفاح سنة ١ ٣٢ ه = ٧٥٠ م.
(٢) هو النفيس من كل شيء ، وهو القطعة أيضا.
(٣) هو من كان وده غير خالص.