من اعتقاداتهم وآراء شيوخهم مما ينافر العقول ويضاد شريعة الرسول ص.
وقد وردت الأخبار بذمهم من أهل البيت ولعنهم جعفر بن محمد الصادق ع
فقال لعن الله المعتزلة أرادت أن توحد فألحدت ورامت أن ترفع التشبيه فأثبتت.
فمن أقبح ما تعتقده المعتزلة وتضاهي فيه قول الملحدة قولهم إن الأشياء كلها كانت قبل حدوثها أشياء ثم لم يقنعهم ذلك حتى قالوا إن الجواهر في حال عدمها جواهر وإن الأعراض قبل أن توجد كانت أعراضا حتى أن السواد عندهم قد كان في عدمه سوادا وكذلك الحركة قد كانت قبل وجودها حركة وسائر الأعراض يقولون فيها هذا المقال.
ويزعمون أن جميع ذلك في العدم ذوات كما هو في الوجود ذوات. وهذا إنكار لفعل الفاعل ومضاهاة لمقال الملحدين وقد أطلقوا هذا القول إطلاقا فقالوا إن الجواهر والأعراض ليست بفاعلها وفسروا ذلك فقالوا أردنا أن الجوهر لم يكن جوهرا بفاعله ولا كان العرض أيضا بفاعله وأنهما على ما هما عليه من ذلك لنفوسهما قبل وجودهما ولا بجاعل جعلها وهذا تصريح غير تلويح.
وقال لهم شيوخنا وعلماؤنا فإذا كانت الذوات في عدمها ذواتا والجواهر والأعراض قبل وجودها جواهر وأعراضا فما الذي صنع الصانع؟
قالت المعتزلة أوجد هذه الذوات.
قال أهل الحق لهم ما معنى قولكم أوجدها وأنتم ترون أنها لم تكن أشياء به ولا ذواتا بفعله ولا جواهر ولا أعراضا أيضا بصنعته.
قالت المعتزلة معنى قولنا إنه أوجدها أنه فعل لها صفة الوجود.
قال أصحابنا فإذا ما فعلها ولا تعلقت قدرته بها وإنما المفعول المقدور هو الصفة دونها فأخبرونا الآن ما هذه الصفة لنفهمها وهل هي نفس الجوهر