قبيح وإذا كان هذا الاستقباح أنما يوجد عند وجود إحدى تلك الهيئات ويعدم بعدمها لأنها متى عدمت كان مصليا وجب أن تكون هي القبيح الذي تعلق به الاستقباح.
ولذلك ثبت حسن ذمه في عقولنا عند حصول هذا الاستقباح ووجود هذه الهيئة وإلا لم يحسن وإذا ثبت أن لهذه الهيئة حسن ذمه ثم استدللنا بدلائل حدوث الهيئات أن هذه الهيئة حادثة من فعله صح بذلك أنه لا يحسن ذم الإنسان إلا على فعله.
وكذلك سبيل سائر المستحقين للذم إنهم لا يستحقون إلا وقد جروا مجرى هذا التارك للصلاة.
وإذا كان الذم لا يحسن إلا لما قلنا وجب أن يكون العقاب لا يحسن إلا له وذلك بين لمن تأمله.
فإن اعترضه معترض في هذا وقال ما تنكرون أن يكون الإنسان يستحق الذم لأنه لم يفعل ما وجب عليه إذا كان قد يحسن من العقلاء فيما بيننا إذا لاموا إنسانا فقيل لهم لم لمتموه إن يقولوا لأنه لم يفعل ما وجب عليه ويقتصروا على هذا القدر في استحقاقه الذم.
قلنا إنا لسنا نمنع من أن يكون الإنسان يعبر عن الشيء ويريد غيره مما يتعلق به مجازا واستعارة أو لعادة جارية أو لدلالة قائمة فيعبر في حال بعبارة نفي والمراد بها إثبات ضد المنفي ألا ترى أنا نقول للإنسان أنت قادر على أن لا تمضي مع فلان وعلى أن لا تقوم معه وأنا أريد منك أن لا تصحبه ولا تمشي معه.
القدرة عندنا وعند مخالفينا أنما هي قدرة على أن يفعل الشيء ليس على أن لا يفعل.
_________________
(١) في النسخة زيادة كلمة أن المصدرية.