شيبة الكوفي ببغداد قال حدثنا أبو نعيم محمد بن يحيى الطوسي السراج قال حدثنا محمد بن خالد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال قال معاوية بن العضلة
كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب وفتحنا مدينة حلوان وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم فحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي وأخذت بعنانه ثم توضأت وأذنت فقلت الله أكبر الله أكبر فأجابني شيء من الجبل وهو يقول كبرت كبيرا ففزعت لذلك فزعا شديدا ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا.
فقلت أشهد أن لا إله إلا الله فأجابني وهو يقول الآن حين أخلصت.
فقلت أشهد أن محمدا رسول الله فقال نبي بعث.
فقلت حي على الصلاة فقال فريضة افترضت.
فقلت حي على الفلاح فقال قد أفلح من أجابها واستجاب لها.
فقلت قد قامت الصلاة فقال البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى رأسها تقوم الساعة.
فلما فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت إنسي أم جني قال فأطلع رأسه من كهف الجبل فقال ما أنا بجني ولكني إنسي فقلت له من أنت يرحمك الله قال أنا ذريب بن ثملا من حواري عيسى ابن مريم عليهم السلام أشهد أن صاحبكم نبي = وهو الذي بشر به عيسى ابن مريم عليهم السلام ولقد أردت الوصول إليه فحالت بيني وبينه فارس وكسرى وأصحابه ثم أدخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابتي ولحقت بالناس وسعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول الحق الرجل فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا إلا التمسناه فلم نقدر عليه وحضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت بأعلى صوتي :