فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله آمنت بما جئت به من حلال وحرام وأن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام وأنشأت أقول
شهدت بأن الله حق وإنني |
|
لآلهة الأحجار أول تارك |
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا |
|
إليك أجوب الوعث بعد الدكادك |
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا |
|
رسول مليك الناس فوق الحبائك |
ثم قلت يا رسول الله ابعثني إلى قومي لعل الله تبارك وتعالى يمن عليهم كما من علي بك فبعثني فقال عليك بالرفق والقول السديد ولا تك فظا ولا غليظا ولا مستكبرا ولا حسودا.
فأتيت قومي فقلت يا بني رفاعة بل يا جهينة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليكم أدعوكم إلى الجنة وأحذركم النار يا معشر جهينة إن الله وله الحمد قد جعلكم خيار من أنتم منه وبغض إليكم في جاهليتكم ما حببت إلى غيركم من العرب الذين كانوا يجمعون بين الأختين ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه وأغارت في الشهر الحرام فأجيبوا هذا الذي من لؤي أتانا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في أمره يكن بذلك لكم عنده فضيلة.
قال فأجابوني إلا رجل منهم فإنه قام فقال يا عمرو بن مرة أمر الله عيشك أتأمرنا برفض آلهتنا وتفريق جماعتنا ومخالفة دين آبائنا ومن مضى من أوائلنا إلى ما يدعوك إليه هذا المضري من أهل تهامة لا ولا حبا ولا كرامة ثم أنشأ يقول :
إن ابن مرة قد أتى بمقالة |
|
ليست مقالة من يريد صلاحا |
إني لأحسب قوله وفعاله |
|
يوما وإن طال الزمان ذباحا (١) |
_________________
(١) يريد به الهلاك.