وكأنك في طريقك إلي لتسألني عن جل ذلك وعن حرجه ألا ولا حرج على مضطر ومن كرم الأخلاق بر الضيف.
قال فقال لا والله لا أطلب أثرا بعد عين لكأنك كنت معي في طريقي أو شريكي في أمري أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ثم قال يا رسول الله زدني شرحا وبيانا أزدد بك إيمانا.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتذكر إذ أتيت صنمك في الظهيرة فعرت له العشيرة؟
قال نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن الحرث بن أبي ضرار المصطلقي جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة واستعان بي على حربك وكان لي صنم يقال له راقب فرقبت خلوته وقممت ساحته (١) ثم نفضت التراب عن رأسه ثم عترت له عتيرة فإني لأستخيره في أمري وأستشيره في حربك إذ سمعت منه صوتا هائلا فوليت عنه هاربا وهو يقول كلاما في معنى كلامه الأول قال فلما كان من غد ركبت ناقتي ولبست لامتي وتكبدت الطريق حتى أتيتك فأنر لي سراجك وأوضح لي منهاجك.
قال قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإني محمد عبده ورسوله فقالها غير مستنكف وأسلم وحسن إسلامه ووقر حب الإسلام في قلبه.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام خذ بيده فعلمه القرآن فأقام عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما حذق شيئا من القرآن قال يا نبي الله أن الحرث بن أبي ضرار المصطلقي قد جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة فلو وجهت معي قوما بسرية نشن عليهم الغارة فوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم معه أمير المؤمنين عليهم السلام وجماعة من المسلمين فظفروا بهم واستاقوا إبلهم وماشيتهم.
وأهيب الذي يقول في إسلامه :
_________________
(١) أي كنس قمامة ساحته وهي الكناسة ، فيقال قم البيت قما أي كنسه.
(٢) هي الذبيحة التي تقدم للأصنام ويصب دمها على رأسها.