المعتقدين لتحريمها مع ارتكابها المسوفين التوبة منها عصاة فساق وأن ذلك لا يسلبهم اسم الإيمان كما لم يسلبهم اسم الإسلام (١).
وأنهم يستحقون العقاب على معاصيهم والثواب على معرفتهم بالله تعالى ورسوله والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم.
وما بعد ذلك من طاعتهم وأمرهم مردود إلى خالقهم وإن عفا عنهم فبفضله ورحمته وإن عاقبهم فبعدله وحكمته قال الله سبحانه :
(وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) التوبة : ١٠٦.
وأن عقوبة هؤلاء العصاة إذا شاءها الله تعالى لا تكون مؤبدة ولها آخر يكون بعده دخولهم الجنة وليسوا من جملة من توجه إليهم الوعيد بالتخليد والعفو من الله تعالى يرجى للعصاة المؤمنين.
وقد غلطت المعتزلة فسمت من يرجو العفو مرجئا وإنما يجب أن يسمى راجيا.
ولا طريق إلى القطع على العفو وإنما هو الرجاء والتجوير فقط.
ويعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من بعده عليهم السلام شفاعة مقبولة يوم القيامة ترجى للمؤمنين من مرتكبي الآثام.
ولا يجوز أن يقطع الإنسان على أنه مشفوع فيه على كل حال ولا سبيل له إلى العلم بحقيقة هذه الحال وإنما يجب أن يكون المؤمن واقفا بين الخوف والرجاء.
ويعتقد أن المؤمنين الذين مضوا من الدنيا وهم غير عاصين يؤمر بهم يوم القيامة إلى الجنة بغير حساب.
_________________
(١) صرح بهذا المفيد أستاذ المؤلّف في كتابه أوائل المقالات صلى الله عليه وآله وسلم ٤٨ ونسبه إلى اتفاق الإماميّة أما الخوارج فتسمي مرتكب الكبيرة مشركا وكافرا ، والحسن البصري أستاذ وأصل بن عطاء وعمرو بن عبيد ، فيسمهم منافقين ، وأمّا واصل بن عطاء فوضعهم في منزلة بين منزلتين ، وقال أنهم فساق ليسوا بمؤمنين ، ولا كفّار ، ولا منافقين. انظر هشام بن الحكم للمعلق صلى الله عليه وآله وسلم ٢٧.