أوليس قد روي أن الشاهد الذي شهد من أهلها في قميص يوسف عليهم السلام كان طفلا في المهد له سنتان وليس بنبي.
وبعد فقد أوجدكم (١) الله تعالى عيانا من أحد أئمتنا عليهم السلام ما هو أكثر مما أنكرتموه من هذه الحال.
وهو أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام (٢) وشهادة المأمون لما عزم على تقريبه ومصاهرته وهو ابن تسع سنين بالعقل والعلم والكمال (٣) واتفاقهم معه على أن يعقدوا له مجلسا للامتحان وسؤالهم يحيى بن أكثم القاضي في أن يتولى لهم ذلك وبذلهم له الأموال وما جرى له من عجيب الكمال في السؤال والجواب حتى عجز يحيى ووقف في (٤) يديه وأذعن بالاستفادة منه والرجوع إليه فيما لا يعلمه.
وهذا أمر قد شاركتمونا في نقله واتفق أصحاب الحديث (٥) على حمله.
ولسنا نشك في أن هذا العلم والفضل لم يحصل لأبي جعفر عليهم السلام إلا من أحد وجهين (٦).
إما الإلهام فهو إذا معجز بان به من الأنام.
_________________
(١) المرجح ان ضمير الجماعة المخاطبة وهو (كم) زائد.
(٢) هو الإمام التاسع أبو جعفر محمّد بن علي الملقب بالجواد ولد سنة ١ ٩٥ ه وتوفّي سنة ٢٢٠ ه
(٣) في النسخة أيضا الكلام.
(٤) هكذا ورد في النسخة ولعلّ الصواب (بين).
(٥) في النسخة الحديثين.
(٦) في النسخة (لاحد) أيضا.
(٧) بان أي انفصل وغاير.