وفقهية ، وتاريخية وتفسيرية ، وغير ذلك من حكم ومواعظ وتعاليم. أتى عليها بروح عالم يقدر المسؤولية ، وذي طبيعة ثقافية جياشة ، وباحساس المفكر العالم الذي يريد للمعرفة أن تشمل ، وللحقيقة أن تبرز ، وللباطل أن يزهق.
انه مجموعة من مواضيع شتّى علمية وفلسفية وغيرهما ، لا يكتفي بعرضها عرضا عابرا ، بل يحرص على تقريرها ونقدها ، وعلى بيان ما فيها من صحة وفساد.
وقد كان هناك مفكرون وضعوا مجاميع سبقت عصر الكراجكيّ أو تأخرت عنه ، كتلك المؤلّفات التي تعرف بالأمالي ، أو التي تعرف (بالكشكول) في العصور المتأخرة عن الكراجكيّ ، لكنها لم ترتفع إلى مستوى هذا الكتاب (كنز الفوائد) لأن غالبها ذو لون واحد ، وذو اتجاهات معينة ، فبعضها كان الغالب عليه التاريخ ، وبعضها كان فقهيا ، وبعضها كان أدبيا ، وبعضها الآخر جمع بين هذا وهذا ، إلّا أنّه كان الغالب فيها السرد والغرض دون مناقشة علمية أو بحث موضوعي.
وميزة أسلوب الكراجكيّ في هذا الكتاب أسلوب تعليمي ، ومن هنا تجده يسهب أحيانا كثيرة في بيان ما يريد وفي مقام النقد والمناقشة.
وإن كثيرا من آرائه هي آراء شخصية خاصّة به ، لا تمثل الوجهة الشيعية بصورة واضحة وبخاصّة تلك المواضع الكثيرة التي تختلف فيها وجهات النظر والاجتهاد ، كما في كثير من تفسير الآيات والأحاديث.
كما أن كثيرا ممّا يرويه لا يمكن الاعتماد عليه وبخاصّة فيما يتعلق بالخوارق ، ولكن الرجل ناقل عن غيره (وناقل الكفر ليس بكافر) كما يقال.
وهذا الكتاب يعكس اهتمامات العلماء والمفكرين في المسائل المطروحة في عصرهم ، والتي أخذت كثيرا من جوانب تفكيرهم ، وكانت محور نزاعاتهم ومناظراتهم.
وقد ضمن المؤلّف كتابه (كنز الفوائد) بعض رسائله ، فأدرجها فيه ، من ذلك :