لا تعجلن فقد أتاك |
|
مجيب صوتك غير عاجز |
ذو نية وبصيرة |
|
والصدق منجي كل فائز |
إني لأرجو أن تقوم |
|
عليك نائحة الجنائز |
من طعنة نجلاء يبقى |
|
ذكرها بين الهزاهز |
ثم جادله فما كان بأسرع من أن صرعه أمير المؤمنين وجلس على صدره فلما هم أن يذبحه وهو يكبر الله ويحمده قال له عمرو
يا علي قد جلست مني مجلسا عظيما فإذا قتلتني فلا تسلبني حليتي فقال له أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم هي أهون علي من ذلك وذبحه وأتى برأسه وهو يتبختر في مشيته فقال عمر ألا ترى يا رسول الله إلى علي كيف يتيه في مشيته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنها مشية لا يمقتها الله في هذا المقام.
ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليهم السلام فتلقاه ومسح الغبار عن عينيه فرمى الرأس بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما منعك من سلبه قال يا رسول الله خفت أن يلقاني بعورته فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل جميع أمة محمد لرجح عملك على عملهم وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا وقد دخله ذل من قتل عمرو ولم يبق بيت من المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو فأنشأ أمير المؤمنين يقول
نصر الحجارة من سفاهة رأيه |
|
ونصرت رب محمد بصواب |
فضربته وتركته متجدلا |
|
كالنسر فوق دكادك وروابي |
وعففت عن أثوابه ولو أنني |
|
كنت المقطر بزني أثوابي |
_________________
(١) روي ذلك أبو جعفر الإسكافي في نقضه العثمانية للجاحظ انظر : رسائل الجاحظ صلى الله عليه وآله وسلم ٦٤ = ٦٥ وانظر : فضائل الخمسة ج ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ٣٢٠ = ٣٢٣ فقد روى شيئا منه عن مستدرك الصحيحين وغيره.