وليس لأحد أن يقول إن الاقتداء بالإمام واجب على الرعية فيما علمت صوابه فيه لأن هذا القول يخرجها من أن تكون مقتدية به إذ كانت إنما عرفت الصواب بغيره لا بقوله وبفعله فهي إذا عملت (١) بما عمل لمعرفتها بصوابه فيه إنما وافقته في الحقيقة ولم تقتد به وتتبعه.
ولو جاز أن يكون إماما لها في شيء عرفت صوابه بغيره لكانت اليهود أئمة للأمة في الإقرار بموسى عليهم السلام لموافقتها لهم في العلم بصحة نبوته. وهذا يدل العاقل على أن القدوة المتبع هو من عرف الحق به وبقوله وفعله فقد بان واتضح ثبوت الأصلين من وجوب الإمامة والعصمة وبثبوتهما قد انتظم لنا ما قدمناه من الدليل وفي ذلك كفاية وغنى عن التطويل (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وصلواته على سيدنا محمد رسوله وآله الطاهرين.
حدثني القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم السلمي الحراني قال أخبرني أبو جعفر عمر بن علي العتكي قال أخبرني أحمد بن محمد بن صفوة قال حدثني الحسن بن علي بن محمد العلوي قال حدثني الحسن بن حمزة النوفلي قال أخبرني عمي عن أبيه عن جده قال أخبرني الحسن بن علي قال أخبرتني فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال أخبرني عن كاتبي علي أنهما لم يكتبا على علي ذنبا مذ صحباه.
وحدثني السلمي عن العتكي قال حدثني سعيد بن محمد الحضرمي قال حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الصدفي قال حدثني محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا أحمد بن إبراهيم العوفي عن أحمد بن أبي الحكم البراجمي عن شريك بن عبد الله عن أبي الوفاء عن محمد بن ياسر بن عمار بن ياسر عن أبيه عمار قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن حافظي علي يفتخران على سائر الحفظة بكونهما مع علي عليهم السلام ذلك أنهما لم يصعدا إلى الله عزوجل بشيء منه فيسخطه
_________________
(١) في النسخة علمت.