سؤال
فإن قالوا هذا يستحيل كما ذكرتم في المستقبل من الأفعال لأنه لا بد للمستقبلات من أول فمن أين لكم أن هذا حكم الماضيات.
جواب
قيل لهم علمنا ذلك من قبل أن الماضيات قد كانت مستقبلة قبل وجودها ومضيها فلو لم يكن لها أول ما صح وجودها.
وبعد فلو رأينا هذا الرجل الذي مثلنا به وهو يدخل دارا بعد دار فقلنا له هل كان بعد دخولك هذه الدور ابتداء حتى يقول لنا لم أبتدئ بدار منها ولا دخلت دارا حتى دخلت قبلها دورا لا تتناهى فعلمنا أنه كاذب فيما ادعى.
دليل آخر
ومما يدل على تناهي الأفعال الماضية وانحصارها وصحة طرفيها خروجها إلى الوجود على كمالها وفراغ فاعلها منها وكل شيء فعله الفاعل فقد يتوهم منه أن يفعل أمثاله وهذا وجه صحيح يدل على تناهيها وانحصار طرفيها لجواز وجود أكثر منها.
معارضة
وقد قال الملحدة هذا راجع عليكم في نعيم أهل الجنة لأن الله تعالى يقدر على أمثاله فيتناهى بوجود أكثر منه.
انفصال
فيقال لهم ومتى صحت المماثلة بين الموضعين والأفعال الماضية قد خرج جميعها إلى الوجود.
ونعيم أهل الجنة ليس له جميع يخرج إلى الوجود وإنما يوجد شيء من غير أن يوقف له على وجه آخر من الوجوه.
فإن قالوا فقد لزمكم على هذا أن يكون الله تعالى وعد أهل الجنة بنعيم لا يصلون إلى جميعه ولا ينالون سائره.