فروي عنه أنه قال :
الإله يقتضي والها والواله لا بد له من مألوه والاسم غير المسمى. (١)
والأصل في قولنا الله إله ثم دخلت الألف واللام للتعريف فصار الإله فأسقطت الهمزة الثانية تخفيفا وجعلت اللامان لاما واحدة مشددة فقيل الله.
فأما التسمية له بالرحمن الرحيم فهو أن الرحمن مشتق من فعل الرحمة على سبيل المبالغة في الوصف لوقوعها في الفعل على حد لا يصح وقوعها عليه من أحد من الخلق.
وقد روي عن الباقر (٢) عليه السلام صحة ذلك فقال :
الرحمن لسائر الخلق الرحيم بالمؤمنين.
فكان أحد الاسمين مشتق من عموم الرحمة وهو الرحمن والآخر من خصوصها وهو الرحيم.
فأما تسميته باللطيف فيفيد اجتماع الحكمة والرحمة ونفوذ مراده إذا شاء وقوعه على الحتم بلطائفه التي يلطف بها لخلقه على العلم بمصالحهم.
وهذا معروف في اللسان تقول العرب فلان لطيف في أمره وفلان لطيف في صنعته إذا أرادوا وصفه بالحكمة في تدبيره.
وأما الخبير فيفيد علمه بالأشياء على حقائقها وتبينه لها على أوصافها وأما الكريم فهو مشتق من فعل الكرم وهو التفضل بالنعم والصفح عن الذنوب والتطول بالمنن.
_________________
(١) الحديث المروي عن الصادق عليه السلام هكذا بعد أن سأله هشام بن الحكم عن أسماء اللّه واشتقاقاتها قال :
اللّه مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم والمعنى فقد اشرك وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد. انظر توحيد الصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ٢١٩.
(٢) هو الإمام محمّد بن علي الباقر خامس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ولد عام (٥٧ ه) وتوفي عام (١ ١ ٤ ه)