الاجتهاد والاستنباط ولذا ذكر بحثه في طيّ الخاتمة. وأمّا بحث التقليد فهو استطرادي وثمرة بحث الاجتهاد.
قال المصنّف قدسسره : الاجتهاد لغة تحمّل المشقّة وهو مأخوذ من الجهد (بالفتح) أو بالضم بمعنى بذل الوسع والطاقة في طلب الأمر. قال الفراء : ان الجهد (بالفتح) بمعنى المشقّة ، و (بالضم) بمعنى الطاقة ، وكلا المعنيين مناسب في المقام فالاجتهاد مصدر باب الافتعال مأخوذ من الجهد والجهد بمعنى الطاقة والوسع واصطلاحا كما عن الحاجبي والعلّامة الحلّي رحمهماالله استفراغ الوسع في تحصيل الظنّ بالحكم الشرعي. وعن غيرهما عرّف الاجتهاد بأنّه ملكة يقتدر بها على استنباط الحكم الشرعي الفرعي من الأصل والمدارك بالفعل أو بالقوّة القريبة أي يكون الاستنباط بالفعل بسبب الملكة أو بالقوّة القريبة فالمراد من الأوّل الاقتدار على الاستنباط الفعلي بلا حالة الانتظارية غير المراجعة الاختيارية إلى المدارك (المقرّرة) والأصول المعتبرة عند الأصحاب (رض).
ومن الثاني الاقتدار على الاستنباط مع حالة الانتظارية من غير المراجعة الاختيارية إلى المدارك ولكن لعروض العوارض الخارجية كفقد الكتب والمدارك عند شخص لا يقتدر على الاستنباط الفعلي أما بخلاف العوام حال كونه ذا استعداد فانّه يقتدر على الاستنباط والاستخراج بالقوّة البعيدة.
قوله : ولا يخفى أن اختلاف عباراتهم في بيان معناه اصطلاحا ليس ...
اختلاف عبارة الأعلام (رض) في بيان معنى الاجتهاد اصطلاحا ليس من جهة الاختلاف في حقيقة الاجتهاد وماهيته ، إذ من الواضح أنّهم ليسوا في مقام حدّ الاجتهاد ولا في صدد بيان رسمه ؛ بل كانوا في صدد شرح اللفظ وفي صدد شرح اسم الاجتهاد بنحو يشيرون إلى مفهوم لفظ الاجتهاد بسبب لفظ آخر كما ان اللغوي يبيّن معاني الألفاظ التي استعملت في محاورات أهل اللسان بسبب التبديل بلفظ