أوضح مفهوما كما يقول ان الصعيد بمعنى التراب أو مطلق وجه الأرض وان السعدانة نبت ؛ وكذا الأصولي يقول ان الاجتهاد هو استفراغ الوسع في تحصيل الظن بالحكم الشرعي أو ملكة يقتدر بها على استنباط الحكم الشرعي الفرعي من المدارك المقرّرة شرعا سواء كان دليلا اجتهاديا أم أصلا عمليا ودليلا فقاهتيا.
ولا يخفى عليك ان التبديل للفظ باللفظ الآخر الذي يكون أوضح بحسب المفهوم اللغوي من اللفظ الأول في التعريف اللفظي وشرح الاسمي قد يكون أعم من اللفظ مفهوما ومصداقا الأول كقول السعدانة نبت والسماء جهة العلو ؛ وقد يكون أخص منه بحسب المفهوم والمصداق كقول النبت سعدانة والدواء سناء ، وقد يكون مساويا له مفهوما ومصداقا كقول الإنسان حيوان ناطق بناء على كونه من قبيل التعريف اللفظي لا الحقيقي كما هو مختار المصنّف قدسسره ولهذا يقال كل انسان حيوان ناطق ؛ وكل حيوان ناطق انسان.
وعلى ضوء هذا يكون الميز بين التعريف الحقيقي وبين التعريف اللفظي من جهات :
الاولى : في اشتراط المساواة في الصدق في الأوّل وعدم اشتراطها في الثاني.
الثانية : الاطلاع على حقيقة المعرف (بالفتح) وكنهه أو الامتياز عمّا عداه في الأوّل دون الثاني بل يشترط في الثاني الامتياز في الجملة.
الثالثة : يشترط في الأول الاطراد ومانعية الاغيار ؛ والانعكاس وجامعية الافراد ؛ دون الثاني.
الرابعة : ان الأوّل يقع في جواب ما الحقيقية ، والثاني يقع في جواب ما الشارحة».
قوله : ومن هنا انقدح انّه لا وقع للايراد على تعريفاته بعدم الانعكاس أو الاطراد ...