المراد بقوله : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا)(١). وقوله : (وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي)(٢) أي عهدي وميثاقي.
والأصل في الإصر أنه عقد الشيء وحبسه ، يقال : أصرته فهو مأصور. والمأصر : محبس (٣) السفينة. فمعنى (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) أي الأمور التي تثبّطهم وتقيّدهم عن فعل الخيرات ، وعمّا يصلون به إلى الثواب.
والإصر : العهد المؤكّد الذي يثبّط ناقضه عن الخيرات والثواب. وقرىء قوله : ويضع عنهم إصرهم وآصارهم إفرادا وجمعا. والإصار : الطّنب والأوتاد التي تثبّت بها الخيمة. وما يأصرني عنك شيء أي ما يحبسني.
والأيصر : كساء يشدّ فيه الحشيش ويجعل على السّنام ، ليتمكّن من ركوب البعير. وقال ابن عرفة في قوله : (وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً) أي عهدا لا يعبأ به. الأزهريّ : عقوبة ذنب يشقّ علينا. والأصل ما قدّمته. وفي الحديث : «من غسل واغتسل وغدا وابتكر إلى الجمعة ، ودنا ولغا كان له كفلان من الإصر» (٤). قال شمر : هو إثم العقد إذا ضيّعه ، أراد نصيبان (٥) من الوزر ، للغوه. وفي حديث ابن عمر : «من حلف على يمين فيها إصر فلا كفّارة لها» (٦) يعني بها الحلف بطلاق أو عتاق أو نذر ، لأنها أثقل الأيمان وأضيقها مخرجا.
والآصرة : القرابة ، قال : [من البسيط]
صل الذي والتي مني بآصرة |
|
وإن نأى عن مدى مرماهما الرّحم |
__________________
(١) ٢٨٦ / البقرة : ٢.
(٢) ٨١ / آل عمران : ٣.
(٣) في الأصل : عسر ، وصوّبناه من المفردات واللسان.
(٤) النهاية : ١ / ٥٢ ، مع بعض الاختلاف في الرواية ، وتمامه في الغريبين : ١ / ٥٣. والحديث في النص ناقص.
(٥) وفي الأصل : يصان. والتصويب من الغريبين : ١ / ٥٣.
(٦) النهاية ١ / ٥٢.