والآفق : الذاهب في الآفاق / وبه شبّه الذي بلغ النهاية في الكرم ، فقيل له : آفق ، لأنه ذهب في آفاق الكرم. والآفاقيّ (١) هو الضارب في الآفاق للتكسّب. وفي حديث لقمان بن عاد : «صفّاق أفّاق» (٢). ويستعار ذلك لمن سبق في (٣) الفضل. يقال : أفقه يأفقه (في الفضل) (٤). والأفيق : الجلد لم يتمّ دبغه ، وهو قبل ذلك منيئة (٥) ، وفي الحديث : «دخل عليه وعنده أفيق» (٦).
أ ف ك :
الإفك : أشدّ الكذب. قال تعالى : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً)(٧) ، وأصله من الصّرف (٨) لأنّ الكذب صرف الكلام عمّا ينبغي أن يكون عليه. والإفك : صرف الشيء عما يحقّ أن يكون عليه. قال تعالى : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(٩)؟ أي : تصرفون عن وجه الصّواب. ومنه قيل للرياح العادلة عن مهابّها : مؤتفكات أي مصروفات عن مهابّها. وقال الشاعر (١٠) : [من المنسرح]
إن (١١) تك عن أحسن المروءة مأ |
|
فوكا ففي آخرين قد أفكوا |
ورجل مأفوك أي مصروف العقل. وقوله : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)(١٢) أي يصرف عن الحقّ من صرف في سابق علم الله تعالى. وقوله : (أَ جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا)(١٣) أي
__________________
(١) لم يذكر ابن منظور ولا ابن دريد هذه النسبة وإنما ذكرا أفقي (بضمتين وبفتحتين) ، ولعلها الأفّاق
(٢) قاله لقمان يصف أخاه. والحديث في النهاية : ١ / ٥٦.
(٣) الحرف ساقط من س.
(٤) ساقط من ح.
(٥) المنيئة : الجلد أول ما يدبغ ثم أفيق ، ثم يكون أديما (اللسان).
(٦) حديث عمر (النهاية : ١ / ٥٥).
(٧) ١٧ / العنكبوت : ٢٩.
(٨) يعني من الصرف عن الحق.
(٩) ٩٥ / الأنعام : ٦.
(١٠) البيت منسوب إلى عمرو بن أذينة في اللسان ، وورد اسمه عروة في الصحاح وشرح القاموس مادة ـ أفك.
(١١) في الأصل : فإن ، ولا يستقيم وزنه بالفاء.
(١٢) ٩ / الذاريات : ٥١.
(١٣) ٢٢ / الأحقاف : ٤٦.