ألكني إلى قومي العداة (١) رسالة
والملك : واحد الملائكة مشتقّ من ذلك ، والأصل مألك ، فقدّمت العين وهي اللام ، وأخرت الفاء فصارت ملأكا ، واستثقلت الهمزة ، فنقلت حركتها إلى الساكن قبلها وحذفت (٢) ، كقولهم : مره وكمه في المرأة والكمأة. والميم مزيدة ووزنه الآن : مفل وهذا تصريف واضح ، فلمّا جمع ردّ إلى أصله (من الهمزة) (٣) وبقي على قلبه فقيل : ملائكة ووزنها مفاعلة. وقيل : أصله ملأكة بتقدّم اللام من لأك أي أرسل أيضا. ثم فعل به من النّقل ما تقدّم ففيه نقل من غير قلب ، فوزنه معل. ويدلّ على أنّ هذا أصل بنفسه قوله (٤) : [من الطويل]
فلست لأنسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السماء يصوب |
وقيل : هو من لاك اللقمة في فيه يلوكها أي يديرها. والملك من هذا المعنى فيكون قد حذف العين ، ووزنه مفل (٥) ثم عادت العين في الجمع. ووزن الملائكة على هذين مفاعلة من غير قلب. وقيل : هو من الملك فميمه أصلية ، ثم زيدت فيه الهمزة إمّا قبل اللام وإما بعدها كما زيدت في شأمل وشمأل ، وفعل به ما فعل في مألك وملأك (٦) المتقدّمين. فوزن ملك فعل ، وملائكة فعائلة. وإنّ ما أحوجنا إلى هذا كلّه وجود هذه (٧) الهمزة في الجمع.
أ ل ل :
الإلّ : الحال الظاهرة من عهد وحلف وقرابة. ألّ يئلّ أي لمع يلمع ، والألّة : الحربة
__________________
(١) وفي الديوان : السّلام ، ص ٩٣.
(٢) في الأصل : مفعل ، وهو وهم. انظر في ذلك : المنصف : ١٠٢ ، الروض الأنف : ٢ / ١٢٢ ، إصلاح المنطق : ٧٠ ، ٧١ ، وغيرها.
(٣) ساقط من ح.
(٤) البيت لعلقمة بن عبدة ، من بائيته المشهورة (المفضليات : ٣٩٤).
(٥) كذا في س وهو الصواب ، وفي ح : معل.
(٦) كذا في س ، وفي ح : أملاك.
(٧) ساقط من س.