ويطلق على من تفرّد بدين : أمّة ، ومنه : «قسّ بن ساعدة [وزيد بن](١) عمرو بن نفيل يبعث أمّة وحده» ، قال تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً)(٢).
والأمّة (٣) : المدّة من الزمان (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(٤) أي بعد حين. وقوله : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٥) من ذلك. وقوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً)(٦) أي دينا واحدا. ومثله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(٧) أي دينا واحدا ، فقيل : كفر وقيل : إسلام.
والأمّة : الصّنف ، قال تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ)(٨) أي صنف قد طوي زمنه ؛ فما بالكم تفتخرون بهم؟ وكانوا يقولون : نحن أبناء الأنبياء ، ويترجّون أن يكونوا أمثالهم (٩).
والأمّ : أحد الأبوين ، وتجمع في العقلاء على أمّهات ، وفي غيرهم على أمّات ، وقد ينعكس قليلا ، قال الشاعر (١٠) ، (فجمع بين اللغتين) (١١) : [من المتقارب]
إذ الأمّهات قبحن الوجوه |
|
فرجت (١٢) الظّلام بأمّاتكا |
__________________
(١) إضافتنا والمشهور أن الاسم لشخصين : قس بن ساعدة ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وهو المذكور في مفردات الراغب (ص ٢٣) ، على أن ابن الأثير ذكر الحديث ونسبة إلى قس في (أسد الغابة : ٤ / ٢٠٤) كما ذكره في (٢ / ٢٣٦) ونسبه إلى زيد بن عمرو. كذا في أسد الغابة ، وفي الأصل : واحدة.
(٢) ١٢٠ / النحل : ١٦.
(٣) في الأصل : الأزمنة ، وصوبناها.
(٤) ٤٥ / يوسف : ١٢.
(٥) ٨ / هود : ١١.
(٦) ٤٨ / المائدة : ٥.
(٧) ٢١٣ / البقرة : ٢.
(٨) ١٣٤ / البقرة : ٢.
(٩) وفي س : أمثالكم.
(١٠) الشاعر هو مروان بن الحكم ، كما في شواهد الشافية : ٣٠٨. وهو من شواهد ابن منظور في مادة (أمم).
(١١) الكلام ساقط من س.
(١٢) كذا في رواية اللسان وشواهد الشافية ص ٣٠٨ وفي الأصل : وقد جن ، ولا يستقيم به.