يا ربّ لا تسلبنّي حبّها أبدا |
|
ويرحم الله عبدا قال : آمينا |
وفي قصره (١) : [من الطويل]
تباعد مني فطحل إذ سألته |
|
أمين ، فزاد الله ما بيننا بعدا |
آمين : اسم من أسماء الله تعالى ، قاله الفارسيّ (٢) وردّوا عليه. وقد أجيب عنه في غير هذا الكتاب. وأمّا حكمه بالنسبة إلى الجهر والإسرار وحكم الإمام والمأموم فقد بسطت القول في ذلك في «القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز» والحمد لله.
وفي الحديث : «آمين خاتم ربّ العالمين» (٣) ، قال أبو بكر : معناه أنه طابع الله على عبادة تدفع به الآفات فكان كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من فساده (٤) وإظهار ما فيه /. وفي حديث آخر : «آمين درجة في الجنة» (٥). قال أبو بكر : معناه أنه حرف يكتسب به (٦) قائله درجة في الجنة. وكان الحسن إذا سئل عن تفسيره قال : معناه (٧) : اللهمّ استجب. قلت : وهذا معنى قول من قال : إنه اسم من أسماء الله تعالى لأنّ فيه ضمير الباري مستترا ، تقديره : استجب أنت (٨).
__________________
(١) أي في لغة من قصر. والبيت من شواهد اللسان ، مادة ـ أمن.
(٢) الذي قاله ثعلب في مجالسه : ١٢٦ ، والحسن ومجاهد كما في اللسان (كمن). وأما أبو علي الفارسي فإنه ردّ على من قال بذلك في كتابه المسائل الحلبيات : ٩٧ فما بعدها ، بل إن الرجل خصّ (آمين) بمسألة وتكلم عليها. كما رد عليه أبو علي الفسوي بقوله : أراد هذا القائل أنّ في آمين ضميرا لله تعالى لأن معناه استجب (المفردات : ٢٧).
(٣) النهاية : ١ / ٧٢.
(٤) في الأصل والغريبين (٩٣) : إفساده. والتعريف منقول تماما من اللسان ، مادة ـ أمن ، ومن النهاية : ١ / ٧٢ ، والأصل من الهروي.
(٥) النهاية : ١ / ٧٢.
(٦) وفي النهاية واللسان : «معناه أنها كلمة يكتسب بها قائلها ..».
(٧) ساقطة من س.
(٨) أبدى رأيه يحيى المصري على هذه المادة فعلق : «تعليل السمين مردود عندي ، ألا ترى أن أسماء الله سبحانه ليس فيها ما هو جملة وأنها كلها مفردة» والصواب الذي نرى رأي الفسوي الذي ذكرناه في حاشية سابقة.