وإماطة الأذى من الإيمان لأنّهما ينشأان عنه ، وجعل الإيمان في خبر جبريل المشهور (١) من سنة أشياء.
والإيمان تارة يجعل اسما للشريعة التي جاء بها محمد صلىاللهعليهوسلم ، ومنه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ)(٢). ويدخل فيه كلّ من دخل في دين مقرّ بالله ورسوله. قيل : وعليه قوله تعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(٣). فقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) أي بألسنتهم. ثم قوله ثانيا : (مَنْ آمَنَ)(٤) يعني من واطأ قلبه لسانه. وقيل : معناه أنّهم مقرّون بأنّ الله خالقهم ، ومع ذلك يشركون به عبادة الأصنام.
وجعل الصلاة إيمانا في قوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٥) أي صلاتكم نحو بيت المقدس. والمعنى تصديقكم بأمر القبلة ، وذلك أنّ المنافقين وغيرهم لمّا حوّلت القبلة قالوا : فكيف بمن مات قبل ذلك؟ قاله المنافقون استهزاء والمؤمنون تحزّنا على الموتى واستفسارا عن حالهم. وفي حديث عقبة : «أسلم الناس وآمن عمرو» (٦) يعني أنّ غيره آمن بلسانه نفاقا خوفا من السيف ، وهو آمن مخلصا.
ورجل أمنة وأمنة أي يثق بكلّ أحد. وأمين وأمان أي يؤمن به. والأمون : الناقة التي يؤمن عثارها وفتورها. قال امرؤ القيس (٧) : [من الطويل]
فعزّيت نفسي حين بانوا بجسرة |
|
أمون كبنيان اليهوديّ خيفق |
والجسرة : القوية. والخيفق : الطويل.
آمين : اسم فعل معناه استجب أو ليكن كذلك. وتشديد ميمه خطأ عند الحذّاق. وقيل : آمين وأمين بالمدّ والقصر. وأنشدوا في مدّه (٨) : [من البسيط]
__________________
(١) حيث سأله فقال : ما الإيمان؟ والخبر معروف (المفردات : ٢٦).
(٢) ٦٩ / المائدة : ٥.
(٣) ١٠٦ / يوسف : ١٢.
(٤) ٦٢ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٥) ١٤٣ / البقرة : ٢.
(٦) يعني عمرو بن العاص ، وفي الأصل : عمر. انظر النهاية : ١ / ٧٠ ، والحديث لعقبة بن عامر.
(٧) الديوان : ١١٧.
(٨) البيت لعمر بن أبي ربيعة ، غير مذكور في الديوان ، وورد في اللسان.