الْمَبْثُوثِ)(١) أي المتفرّق المتهيّج بعد سكونه وخفقانه. وفيه أبلغ تشبيه ، فإنّه لا يرى أخفّ ولا أطيش من الفراش. ولم يكتف بتشبيههم به حتّى وصفهم بالمبثوث.
وبثّ وأبثّ بمعنى واحد ، يتعدّيان لاثنين ، فيقال : بثثتك سرّي ، وأبثثتك إيّاه (٢). ويتعدّى لواحد فقط ، ومنه (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ). وقوله : (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)(٣) أي متفرّقة منتشرة في مراقدهم. وفي حديث أمّ زرع : «زوجي لا أبثّ خبره» (٤) أي لا أفشيه ولا أنشره. وفيه (٥) : «ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ» اختلفوا في تأويلها ، فقيل : هو مدح فيه تصفه : لأنّه لعلمه بأن داء في جسدي لا يدخل كفّه إليّ فيحصل لي حزن ، وهو قول أبي عبيد (٦). وردّ عليه القتيبيّ ذلك بأنها قد ذمّته أولا. وردّ ابن الأنباريّ على القتيبيّ بأنهنّ تعاقدن على ألّا يكتمن من أخبار الأزواج شيئا. فمنهنّ من ذكرت محاسن فقط ، ومنهنّ من ذكرت مساوىء فقط ، ومنهنّ من ذكرت النّوعين. وقال ابن الأعرابيّ : هو ذمّ لأنها وصفته بأنه يبثّ وهي تريد قربه ، فلا بثّ هناك إلا محبّتها لقربه ، فجعلت ذلك بثّا لأنه من جهة أحمد بن أبي عبيد لم ينفّذ أموري ، من قولهم : لم يدخل يده في الأمر أي لم ينفّذه (٧). وفي (٨) حديث اليهوديّ الذي حضره الموت : «بثبثوه» أي اكشفوه ، من ذلك فأبدلوا من الثاء الوسطى باء (٩) نحو : حثحث والأصل حثّث بثلاثة أمثال. ومثله في الاستثقال والأبدال بطيء في بطيّ. وتقضّى (١٠) البازي ، أي البازي كسر.
__________________
(١) ٤ / القارعة : ١٠١.
(٢) يقول ابن دريد فيهما : إذا أطلعته عليه (الجمهرة : ١ / ٢٣).
(٣) ١٦ / الغاشية : ٨٨.
(٤) النهاية : ١ / ٩٥.
(٥) أي في حديث أم زرع. النهاية : ١ / ٩٥. اللسان ـ مادة بثث.
(٦) وقول ابن الأثير أيضا ، وفيه : «تصفه باللطف».
(٧) المعنى الذي ذكره ابن منظور وابن الأثير أقرب ، هو : «أي لا أتفقّده».
(٨) الكلمة ساقطة من س. وفي النهاية : حديث عبد الله في اليهودي : ١ / ٩٥.
(٩) فيكون أصل الكلمة «بثّثوه». والباء في ح جاءت : حاء ، وهو وهم.
(١٠) كذا في س ، وفي ح : أنقضني. وتقضّى البازي أي انقضّ ، وأصله تقضّض ، فلما كثرت الضادات أبدلت من إحداهنّ ياء.