وتباشير الصّبح : أوله. وتباشير الوجه : ما يبدو من سروره. وتباشير النّخل : ما يبدو من رطبه.
وقوله تعالى : (يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ)(١) أي تبشّر بأحدوثة بشرى بين يدي رحمته. وقوله عليهالسلام : «انقطع الوحي ولم يبق إلا المبشّرات ، الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له». وفي الحديث : «من أحبّ القرآن فليبشر» (٢) أي فليسرّ. قال الفراء : إذا ثقّل فمن البشرى ، وإذا خفّف فمن السرور. يقال : بشرته فبشر كجبرته فجبر. وقال ابن قتيبة : هو من بشرت الأديم ، إذا رقّقت وجهه. قال : ومعناه فليضمّر نفسه (٣) ، كما روي «إنّ وراءنا عقبة لا يقطعها إلا الضّمّر من الرجال» (٤). فعلى ما رواه ابن قتيبة بفتح الشين ، وعلى ما رواه هو بضمّها. وعلى الأول قول الشاعر (٥) : [من الكامل]
فأعنهم وابشر بما بشروا به |
|
وإذا هم نزلوا بضنك فانزل (٦) |
وسميّ ما يعطاه المبشّر بشرى وبشارة. واستبشر : حدّ ما يبشّره من الفرح. ومنه (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ)(٧).
والبشارة بالكسر : مصدر بشّرته ، وبالفتح اسم للتّحسين. ومنه قولهم : وجه حسن بيّن البشارة. والبشارة بالضمّ : ما يخرج من بشر الأديم ، وهي لغة في البشارة بالكسر أيضا.
__________________
(١) ٤٦ / الروم : ٣٠ ، ويعني : المبشرات بالغيث.
(٢) النهاية : ١ / ١٢٩.
(٣) أي فليضمر نفسه للقرآن. انظر الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير : ١ / ٣٧٥.
(٤) رواه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء ، مع اختلاف برواية بعض الكلمات ، والاختلاف كذلك في الترغيب : ٣٠ / ٤.
(٥) البيت ـ كما في اللسان ـ لعبد القيس بن خفاف البرجمي ، قاله ابن برّي. وأنشده الكسائي في معاني القرآن : ١ / ٢١٢ ، وهو من شواهد الراغب : ٤٩ ، وفيه الفعل «بشروا» مبنى للمجهول.
(٦) وفي الأصل :
وإذا هم تركوا نصيبك فاترك
وهذا وهم من الناسخ ، لأن البيت من قطعة لامية مشهورة ، ذكر الفراء وابن منظور منها بيتين. (٧) ١٧١ / آل عمران : ٣.