تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) ، أو رداءته نحو (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا)(١).
وقد يقصد به الأمران معا ، نحو : بلوت زيدا إذا قصدت المعنيين المذكورين. وقوله : [من الطويل]
فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو (٢)
جمع بين اللغتين ، إذ يقال : بلاه وأبلاه.
ب ل ى :
بلى جمعها بلوات كنعم ، إلا أنّها لا يجاب بها إلا نفي نحو : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى)(٣)(لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)(٤). ولو دخل الاستفهام على النفي لم يجب إلا ببلى ، وإنه صار إيجابا كما قدّمناه ، كقوله : (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)(٥). قال ابن عباس : لو قالوا نعم لكفروا ، وابن عباس أخبر بهذه المقالة (٦). وقد تكلّمنا على هذه الاية بأشبع من هذا في مكانها وما يليق بها والحمد لله. ونعم : حرف جواب إلا أنها يجاب بها في الإيجاب والنفي لأنها تصديق وتدبّر لما يتقدّمها ، وستأتي في بابها إن شاء الله.
__________________
(١) ١٦٣ / الأعراف : ٧.
(٢) عجز بيت لزهير ، (الديوان : ٤٠) وصدره :
رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم
ورواية اللسان : جزى الله.
(٣) ٣٨ / النحل : ١٦.
(٤) ١١١ / البقرة : ٢ ، وتمامها : .. (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
(٥) ١٧٢ / الأعراف : ٧.
(٦) يقول ابن هشام (المغني : ١١٤) : ولكن وقع في كتب الحديث ما يقتضي أنها يجاب بها الاستفهام المجرد ؛ ففي صحيح البخاري في كتاب الإيمان أنه عليه الصلاة والسّلام قال لأصحابه : «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة»؟ قالوا : بلى. وأورد حديثا آخر في صحيح مسلم.