زائدة. فوزن ترقوة فعلوة ، وليست تفعلة لأنه ليس في الكلام (ر ق و). وقد حققته في غير هذا. ولما حضرت أبا (١) بكر رضي الله عنه الوفاة أنشدت عائشة رضي الله عنها بيت حاتم المتقدّم فقال : مه يا بنيّة وقولي : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ)(٢) وهي قراءته رضي الله عنه ، وهذا منه رضي الله عنه ممّا يدلّ على شغله بربّه. والأمر بكلّ جميل حتى في هذه الحالة التي لا حالة أشدّ منها.
ت ر ك :
التّرك : التّخلية ، ومنه : (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ)(٣) ، وقوله : (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ)(٤) أي رغبت عنها وأعرضت. وقال ابن عرفة : التّرك على ضربين ؛ مفارقة ما يكون الإنسان فيه ، وترك الشيء رغبة عنه من غير دخول فيه.
وقوله : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)(٥) أي أبقينا له ذكرا حسنا وخلّيناه مخلّدا أبد الدهر. ومن كلام الحسن رضي الله عنه : «إنّ لله ترائك في خلقه» (٦) أي أمورا أبقاها بينهم من طول الأمل لينبسطوا في الدنيا. وتركة الرجل (٧) : ولده وأهله وما خلّفه حيا كان أو ميتا. ومنه : «جاء إبراهيم عليهالسلام يطالع تركته» (٨) أي ولده وأهله حين خلّفهم بالقفر وهو الحرم الشريف ، وأصله من بيض النّعام وهي التّرك. ولكن غلبت التركة في تركة الميت. والتّريكة بمعنى التّرك أيضا. ويقال لبيضة النّعام تريكة لكونها متروكة في المفازة. ودخول التّاء فيها شاذّ ؛ فإنّ فعيل بمعنى مفعول لا تدخل على تاء إلا سماعا كالنّصيحة والذّبيحة ، ولبيضة الحديد أيضا تشبيها ببيضة النّعام ، كما سميت بيضة كذلك.
__________________
(١) في الأصل : أبو.
(٢) ١٩ / ق : ٥٠.
(٣) ٩٤ / الأنعام : ٦.
(٤) ٣٧ / يوسف : ١٢.
(٥) ٧٨ / الصافات : ٣٧.
(٦) النهاية : ١ / ١٨٨. ،
(٧) التركة (بسكون الراء) : في الأصل بيض النعام وجمعها الترك ، وبكسر الراء : الشيء المتروك.
(٨) النهاية : ١ / ١٨٨.