الذي لا مادّة له. وكان لهم ثمد قسمه صالح بينهم وبين الناقة كما هو مشهور في القصة (١). وقيل : لا اشتقاق له لأنّه أعجميّ ؛ فعلى الأول يمتنع من الصّرف اعتبارا بتأنيث القبيلة ، وعلى الثاني باعتبار العجمة. وقرىء بالصرف وعدمه متواترا حسبما بينّاه في مواضعه من «العقد النّضيد» وغيره.
وفي الحديث : «فافجر لهم الثّمد» (٢) أي اجعله يتفجّر كثرة بعد قلة. ورجل مثمود أي ثمدته النساء فقطعن مادة مائه لكثرة غشيانه لهنّ. ورجل مثمود أيضا : إذا كثر عطاؤه حتى هدّ مادة ماله (٣).
ث م ر :
الثّمر : حمل الأشجار ، واحده ثمرة ، ثم يجمع على ثمار ، ثم يجمع ثمار على ثمر بضمتين ، ثم يخفّف جوازا بتسكين ثانيه ، ومن ثمّ قرىء : (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ)(٤) و (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ)(٥) بذلك ، وكذا : (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ)(٦) فيه الخلاف حسبما بينّا في مواضعه.
وقيل : الثّمر بضمتين هو المال ، وبفتحتين هو حمل الشجر ؛ يقال : ثمّر الله مالك أي كثّره. قال النابغة الذبيانيّ (٧) : [من البسيط]
مهلا فداء لك الأقوام كلّهم |
|
وما أثمّر (٨) من مال ومن ولد |
فكان ذلك من الثّمر لأنّ صاحب المال يتعهّده ويصلحه كما يفعل صاحب الثمرة.
__________________
(١) انظر تفصيلها في معجم أعلام القرآن ـ مادة صالح.
(٢) وهو حديث طهفة (النهاية : ١ / ٢٢١).
(٣) وفي ح : مائه ، وهو وهم.
(٤) ٣٥ / يس : ٣٦.
(٥) ٩٩ / الأنعام : ٦. بضمتين قراءة حمزة والكسائي وخلف ، وبفتحتين باقي القراء (الإتحاف : ٢١٤).
(٦) ٤٢ / الكهف : ١٨.
(٧) الديوان : ٢١.
(٨) كذا في الديوان وشرح المعلقات ، وفي ح : أثمرن. أثمّر : أجمّع وأصلح.