أراحكم من الجبهة والسّجّة والبجّة» (١) ، قال الهرويّ : الجبهة : المذلّة ، والسّجّة. السّجاج وهو المذيق (٢) ، والبجّة : الفصيد من الدم. وقال أبو عبيد : هي أصنام.
ج ب ي :
الاجتباء : الاصطفاء ، من جبيت الماء في الحوض إذا جمعته مختارا له ، ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ)(٣) / فاجتباء الله عبده هو تخصيصه بفيض إلهي تتجمّع له أنواع من النّعم ، وذلك لتخصيصه أنبياءه مرسليهم وغير مرسليهم (٤) وبعض أوليائه من الصدّيقين والشهداء. وفي معناه (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ)(٥) ، وقوله : (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها)(٦) أي اخترتها. وهذا تعريض منهم بأنك تختلق ما تأتي به. فأنت إذا شئت شيئا أتيت به من قبل نفسك وقد كذبوا (أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)(٧) ، (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(٨) ، وهذا معنى قول من فسّرها : اختلقتها ، كأنه فسّر باللازم.
وقد يجيء لمجرد الجمع ، ومنه الجابية : وهي حفيرة تحفر لتشرب منها الإبل. وقوله تعالى : (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ)(٩) هي جمع جابية ؛ يصفها بالعظم. والجوابي : الحياض ، لأنها تجبي إليها المياه ، وجيء بها على صيغة اسم الفاعل كأنّها هي التي تجبي الماء لنفسها أو ذات جباية نحو : (عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(١٠).
ومنه أيضا : جبيت الخراج أي جمعته ، ويقال : جبوته أيضا ، وهو حسن الجبوة
__________________
(١) النهاية : ١ / ٢٣٧.
(٢) مذق اللبن : مزجه بالماء.
(٣) ١٢٢ / طه : ٢٠ ، وغيرها.
(٤) الكلمتان ساقطتان من س.
(٥) ٤٦ / ص : ٣٨.
(٦) ٢٠٣ / الأعراف : ٧.
(٧) ٢٤ / محمد : ٤٧.
(٨) ٨٢ / النساء : ٤.
(٩) ١٣ / سبأ : ٣٤.
(١٠) ٢١ / الحاقة : ٦٩.