ج ل د :
الجلد : قشر بدن الحيوان ، وجمعه جلود. قال تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ)(١) هذه عبارة عن ظواهر الأبدان. وقد يكنى بها عن الأيدي والألسن والأرجل في قوله : (تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ)(٢). وقيل : هي (٣) كناية عن الفروج. وقوله : (فَاجْلِدُوهُمْ)(٤) يجوز أن يكون أصيبوا جلدهم بالضرب. يقال : جلدته أي أصبت جلده ، نحو : ظهرته وبطنته : أصبت ظهره وبطنه. وقيل : اضربوهم بالجلد ، نحو عصاه أي ضربه بالعصا.
والجلادة : القوّة. يقال : جلد يجلد فهو جلد وجليد ، وأصله اكتساب الجلد قوة. وأرض جلدة وجلد : صلبة ، تشبيها بذلك ، ومنه قول النابغة (٥) : [من البسيط]
والنّؤي (٦) كالحوض بالمظلومة الجلد
وناقة جلدة كذلك. وجلدت البعير : أزلت جلده. والجلد : الجلد المنزوع عن البعير. والمجلود مصدر. ومنه : ماله معقول ولا مجلود ، أي لا عقل ولا جلد. وفرس مجلود : لا يفزع من الضرب. وفي الحديث : «على أجالدهم» (٧) والأجالد جمع أجلاد ، وأجلاد جمع جلد وهو الجسم ، والتّجاليد مثله. يقال : هو عظيم الأجلاد والأجالد والتّجاليد. وما أشبه أجلاده بأجلاد أبيه! أي شخصه بشخص أبيه. قال الأعشى (٨) : [من الوافر]
__________________
(١) ٥٦ / النساء : ٤.
(٢) ٢٤ / النور : ٢٤.
(٣) هي : ضمير عائد على الجلود في قوله تعالى : (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) (٢١ / فصلت ٤١).
(٤) ٤ / النور : ٢٤.
(٥) عجز من معلقة النابغة (الديوان : ٣) وصدره :
إلا الأواريّ لأيا ما أبيّنها
(٦) في الأصل : والقوي ، وهو وهم.
(٧) من حديث القسامة (النهاية : ١ / ٢٨٤) أي على أنفسهم.
(٨) ديوان الأعشى : ٧١ ، والآرام : حجارة تنصب في المفازة يهتدى بها ، مفردها إرم.