اللهِ)(١). وسمّي سبر الجراحة حجّا ، قال الشاعر : [من البسيط]
يحجّ مأمومة في قعرها لجف (٢)
ح ج ر :
أصل المادة يدلّ على المانع منه ، ومنه الحجر لصلابته ومنعته. والحجر : المنع من التصرّف. والحجر بالكسر : العقل لأنّه يمنع صاحبه من الجهل. ومنه قوله تعالى : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ»)(٣) ، وقوله تعالى : (حِجْراً مَحْجُوراً)(٤) أي حراما محرّما ، والحرمة المنع. وقوله تعالى : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٥) قيل : هي حجارة الكبريت. وإنّما خصّت بذلك لزيادتها على سائر الوقود بخمسة أشياء حقّقناها في «التفسير الكبير». وقيل : هي الأصنام التي كانوا يعبدونها لقوله : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)(٦). وقيل : هي الحجارة المعهودة ، ومنه : «إنّ هذه نار تخلف نار أهل الدّنيا» فإنّ نارهم توقد بحطب ونحوه ، ثم يحرق بها ما أريد من الحجارة والناس ونحوهما. وقيل : أراد بالحجارة الذين هم في صلابتهم عن قبول الحقّ كالحجارة ، كمن وصفهم بقوله : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)(٧).
وحجر الثّوب لأنّه يمنع به ما يحصل فيه ، وجعل كناية عن الإحاطة بالشيء. ومنه : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ)(٨) أي فى إحاطتكم عليهن أمرهنّ. وقوله : (وَحَرْثٌ
__________________
(١) ١٣٩ / البقرة : ٢.
(٢) في الأصل : نجف ، وهو وهم من الناسخ. وتصويبه من المفردات : ١٠٨ ومن اللسان ـ مادة حجج.
وهو صدر بيت لعذار بن درّة الطائي ، وعجزه :
فاست الطبيب قذاها كالمغاريد
(٣) ٥ / الفجر : ٨٩.
(٤) ٢٢ / الفرقان : ٢٥.
(٥) ٢٤ / البقرة : ٢.
(٦) ٨٢ / مريم : ١٩.
(٧) ٧٤ / البقرة : ٢.
(٨) ٢٣ / النساء : ٤.