الأمر وحارض وواكب وأكبّ وواظب وواصب بمعنى واحد. قال بعضهم : التحريض : الحثّ على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه كأنّه من حرضه أي أزال عنه الحرض نحو قذيته أي أزلت عنه القذى. وأحرضته أي أفسدته نحو أقذيته أي جعلت فيه القذى.
والإحريض : العصفر ، مذكور في حديث الصّدقة (١).
ح ر ف :
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) هذا قد فسّره بما بعده من قوله : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ)(٢) الآية. ونظيره في تفسيره بما بعده : (هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ) الآية (٣) ، فكأنّه قيل : يعبده على تزلزل لا على ثبوت واستقرار ، وذلك أنّ حرف الشيء طرفه. ومنه حرف الجبل والسيف والسّفينة ، لأطرافها.
والحرف في الكلام : طرف لأنّه فضلة ، أي لم يتوغّل في عبادة ربّه (٤) ، وفي معناه (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ)(٥) الآية. والحروف في العربية عاملة ومهملة ، مختصة ومشتركة ، متّبعة وغير متبعة ، مشتركة في المعنى وغير مشتركة ، مؤكّدة وغير مؤكدة ، حسبما بينّاه في كتب العربية.
وحروف الهجاء أطراف الكلم. والتّحريف : إمالة الشيء عن جهته وصرفه ، ومنه تحريف الكلم ، كقوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)(٦) ، وقوله : (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ)(٧) ، فقيل : تحريفهم له تبديل لفظ بلفظ آخر يغيّر معناه. وقيل : بل هو تحريف المعنى دون اللفظ ؛ ويعزى لابن عباس حسبما بينّاه في كتب التفسير.
__________________
(١) هو حديث عطاء في ذكر الصدقة : «كذا وكذا والإحريض» (النهاية : ١ / ٣٦٩).
(٢) ١١ / الحج : ٢٢.
(٣) ١٩ و ٢٠ / المعارج : ٧٠ ، وتتمتها : ... (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً).
(٤) مشيرا إلى قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ).
(٥) ١٤٣ / النساء : ٤.
(٦) ٤٦ / النساء : ٤.
(٧) ٧٥ / البقرة : ٢.