منع ، ثم المنع إمّا بتسخير إلهيّ كقوله : (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ)(١) ، وإما بمنع من جهة العقل ، وإمّا بمنع من جهة الشرع ، أو من جهة من يرتسم أمره ، وإما بمنع بشريّ.
قوله تعالى : (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ)(٢) هذا من جهة القهر بالتّسخير الإلهي. وقوله : (فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)(٣) هذا بالقهر. وقوله : (وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ)(٤) أي في شرعكم. وقوله : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ)(٥) كان قد آلى من نسائه (٦) ، وفيه تعليم لأمته أنه لا يجوز لأحد أن يحرّم ولا يحلّل من قبل نفسه بل بحكم الشرع.
والبيت الحرام والمسجد الحرام لكونه حرّم على الجبابرة ومنع منهم ، أو لأنه حرّم فيه أشياء وهي حلال في غيره كالاصطياد وقطع الأشجار ونحو ذلك. والشهر الحرام لمنع القتال فيه. وكانوا يسمّون رجبا منصل الأسنّة والأصم (٧) لأنه لم يسمع فيه قعقعة سلاح.
وقوله : (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(٨) أي الممنوع من رزق وسّع به على غيره. وفسّره بعضهم بالكلب لا على أنه اسم له بل لحرمانه كثيرا.
والحرم : جمع حرمة وهنّ النساء لامتناعهنّ. والمحرم من المرأة الممنوع من نكاحها (٩). قوله : (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)(١٠) جمع حرام ؛ يقال : رجل حرام ومحرم. ومعنى «حرم» أحرمتم بالحجّ أو دخلتم الحرم ؛ يقال : أحرم : أهلّ بحجّ أو عمرة أو دخل الحرم.
__________________
(١) ١٢ / القصص : ٢٨.
(٢) ٢٦ / المائدة : ٥.
(٣) ٧٢ / المائدة : ٥.
(٤) ٨٥ / البقرة : ٢.
(٥) ٢ / التحريم : ٦٦ ، أي لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكل تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء (المفردات : ١١٥).
(٦) أي ما كان حرّمه على نفسه من نسائه بالإيلاء.
(٧) كما يسمونه منصل الإلال ومنصل الألّ.
(٨) ١٩ / الذاريات : ٥١ ، وغيرها.
(٩) كالأب والابن والأخ والعم وما يجري مجراهم.
(١٠) ١ / المائدة : ٥ ، وغيرها.