وفيه : «أفضل الأعمال الحالّ المرتحل» (١) قيل : هو أنه يعني إذا فرغ من ختم القرآن شرع في ابتدائه (٢) ، وفي الحديث كلام أتقنّاه في «العقد النّضيد من شرح القصيد».
والحلة : الرّداء والإزار ، لأنهما يحلّان ويشدان. قال أبو عبيد : لا تكون الحلة إلا بهما ؛ وفي الحديث : «رأى رجلا وعليه حلة وقد ائتزر بأحدهما وارتدى الأخرى» (٣). وفي الحديث : «خير الكفن الحلة» قيل : هي من برود اليمن (٤).
ح ل م :
قوله تعالى : (لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)(٥) الحلم أصله ضبط النفس عن هيجان الغضب ، وإذا ورد في صفات الله تعالى فمعناه الذي لا يستفزّه عصيان العصاة ، ولا يستخفّه الغضب عليهم. وقوله : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا)(٦) قيل : عقولهم ؛ والحلم : العقل ، وجمعه أحلام. قال بعضهم : ليس الحلم العقل ، وإنّما فسّروه به لكونه من مسبّبات (٧) العقل ، (وفيه نظر ، إذ قد سمع إطلاقه مرادا به العقل) (٨) ، والأصل في الإطلاق الحقيقة ، ومن ذلك قوله (٩) : [من البسيط]
[لا عيب بالقوم من طول ولا عظم] |
|
جسم الجمال (١٠) وأحلام العصافير |
أي عقولها. يقال : حلم يحلم حلما ، وحلّمه العقل. وتحلّم : إذا تكلّف ذلك وتحلّمت المرأة : ولدت أولادا حلماء.
__________________
(١) النهاية : ١ / ٤٣٠ ، وانظر تفصيله.
(٢) يعني يفتتح التلاوة من أوله ، من جديد.
(٣) النهاية : ١ / ٤٣٣.
(٤) النهاية : ١ / ٤٣٢.
(٥) ١١٤ / التوبة : ٩.
(٦) ٣٢ / الطور : ٥٢.
(٧) في الأصل : سيات ، ولعلها كما ذكرنا.
(٨) ساقط من ح.
(٩) من قصيدة لحسان بن ثابت : ٢ / ٢١٩ ، والإضافة منه. وهو من شواهد سيبويه (٢ / ٧٤).
(١٠) وفي المصدرين السابقين : البغال.