وخصّ بصغير الضّأن لحمل أمّه إيّاه ، أو لعجزه فيحمل. والحميل : ما يحمله السّيل والغريق تشبيها بالسّيل والولد في البطن. والحميل : الكفيل ، لتحمّله الحقّ. وميراث الحميل لمن لا يتحقّق نسبه والحميل للسحاب الكثير الماء لحمله إيّاه.
و (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)(١) أي تمشي بالنّميمة ، وقد تقدّم ذلك في مادّة «ح ط ب».
قوله : (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها)(٢) أي أداء الأمانة ، فعبّر عن ذلك بعدم الحمل ، وكلّ من خان الأمانة فقد حملها ، ومن ثمّ فقد حمل الإثم ، بدليل قوله : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ)(٣). وقوله : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ)(٤) أي الكافر والمنافق ؛ حملا الأمانة ، أي خانا ولم يطيعا ، قاله الحسن ، وتبعه الزجاج.
وقوله : «كما تنبت الحبّة في حميل السّيل» (٥) قال الأصمعيّ : هو ما حمله السّيل من حمأ وطين ؛ فإذا وقعت فيه الحبة نبتت في يوم وليلة ، وهي أسرع نابتة نباتا. فأخبر عن سرعة نباتهم.
والحمالة : ما يتحمّله الإنسان لإصلاح ذات البين من دية وغيرها. وقوله في ضغطة القبر : «تزول منها حمائله» (٦). قال الأصمعيّ : هي عروة أنثييه.
ح م م :
قوله : (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)(٧). هو القريب المشفق ، وذلك لأنّه يحتدّ حماية (٨)
__________________
(١) ٤ / المسد : ١١١.
(٢) ٧٢ / الأحزاب : ٣٣.
(٣) ١٣ / العنكبوت : ٢٩.
(٤) ٧٢ / الأحزاب : ٣٣.
(٥) هو حديث أهل النار (النهاية : ١ / ٣٢٦). الحبة : بالكسر ، بزور البقول وحب الرياحين. وقيل : هو نبت صغير ينبت في الحشيش.
(٦) حديث عذاب القبر (النهاية : ١ / ٤٤٢) وفيه : «يضغط المؤمن فيه ضغطة ...»
(٧) ١٠١ / الشعراء : ٢٦.
(٨) في الأصل : حمائلة لما قاربه ، وهو وهم.