الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) قال الراغب (١) : يصحّ أن يكون من خبط الشجر ، وأن يكون من الاختباط الذي هو طلب المعروف ، انتهى. وليس للثاني معنى لائق بذلك. وقال عليه الصلاة والسّلام : «اللهمّ أعوذ بك أن يتخبّطني الشيطان من المسّ» (٢).
خ ب ل :
قوله تعالى : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً)(٣). الخبال : الفساد الذي يلحق الإنسان فيورثه اضطرابا يشبه الجنون ، وهو أيضا المرض المؤثّر في الفكر والعقل. يقال : خبل وخبل وخبال. وخبله فهو خابل ومخبول ، وخبّله فهو مخبّل ومخبل. ومنه قول زهير (٤) : [من الطويل]
هنالك ، إن يستخبلوا المال يخبلوا |
|
وإن يسألوا يعطوا ، وإن ييسروا يغلوا |
أي إن يسألوا إفساد إبلهم في نحرها وأموالهم في المغارم أجابوا لذلك. وفي الحديث : «من أصيب بدم أو خبل» (٥) أي بجرح يفسد العضو. والخبل : فساد الأعضاء ، و «من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال» (٦) قيل : هي عصارة أهل النار. قال : أوس بن حجر (٧) : [من الطويل]
تبدّل حالا بعد حال عهدته |
|
تناوح جنّان بهنّ وخبّل |
وأخبل في عقله أي أصيب بخبل.
__________________
(١) المفردات : ١٤٢.
(٢) النهاية : ٢ / ٨.
(٣) ١١٨ / آل عمران : ٣.
(٤) الديوان : ٤٢.
(٥) النهاية : ٢ / ٨.
(٦) النهاية : ٢ / ٨.
(٧) الديوان : ٩٤.