بشيء أو لحاجتها إليه. والخلّة : المودّة ؛ قال تعالى : (وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ)(١) ، وذلك إمّا لأنّها تتخلّل النفس أي تتوسّطها ، وإمّا لأنّها تخلّ النفس فتؤثّر فيه (٢) تأثير السهم في الرميّة حين يخلّها أي يشكّ فيها كخلال الثوب ، وإمّا لفرط الحاجة إليها. والخلال بمعناها ؛ قال تعالى : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ)(٣). يقال : خاللته خلالا ومخالة وخلّة. وقال كعب رضي الله عنه (٤) : [من البسيط]
ويلمّها (٥) خلّة! لو أنّها صدقت |
|
موعودها ، أو لو انّ النّصح مقبول / |
فأطلق الخلّة على المرأة تجوّزا نحو : عدل. قوله : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٦) أي مخصّصا بمحبته. يقال : دعا فخلّل وعمّم ، أي فخصّص. والخليل في غير هذا قيل : لأنّ كلّا من المتخالّين يدخل في خلل الآخر ظاهرا وباطنا على التوسّع ، تصوّرا أنّ كلّا منهما امتزج بالآخر لصدق تخالّهما ؛ فهو فعيل بمعنى الفاعل أو المفعول. وقيل : سمي خليله لافتقاره وحاجته إليه ؛ الافتقار المشار إليه بقوله : (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(٧). وعلى هذا قيل : اللهمّ أغنني بالافتقار إليك ، ولا تفقرني بالاستغناء عنك. وقيل : سمي خليلا من الخلّة وهو المودّة. قال الراغب (٨) : واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه ، يعني أنه كما جاز أن تسند المحبة إلى الباري تعالى ، فيوصف تارة بأنه محبّ لعبيده ، وتارة بأنه محبوب لهم كقوله تعالى : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(٩) على معنى يليق به فكذلك الخلّة. وقال أبو القاسم البلخيّ : هو من الخلّة لا من الخلّة. ومن قاسه بالحبيب فقد أخطأ ، لأنّ الله يجوز أن يحبّ عبده ، لأنّ المحبة منه الثناء. ولا يجوز أن
__________________
(١) ٢٥٤ / البقرة : ٢.
(٢) وفي الأصل : فيؤثر فيها ، ولعلها كما ذكرنا.
(٣) ٣١ / إبراهيم : ١٤.
(٤) ديوانه : ٧ ، واللسان ـ مادة خلل ، والنهاية : ٢ / ٧٢.
(٥) وفي اللسان والنهاية : يا ويحها. ورواية الديوان : ما وعدت.
(٦) ١٢٥ / النساء : ٤.
(٧) ٢٤ / القصص : ٢٨.
(٨) المفردات : ١٥٣.
(٩) ٥٤ / المائدة : ٥.