خ ي ر :
قوله : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ)(١). الخير : ما يرغب فيه كلّ أحد كالعقل والعدل والفضل والنفع. وقيل : الخير ضربان : ضرب مطلق ، وهو أن يرغب فيه كلّ أحد بكلّ حال كما وصف عليه الصلاة والسّلام به الجنة في قوله : «لا خير بخير بعده النار ، ولا شرّ بشرّ بعده الجنة» (٢). وضرب (٣) خير مقيد ، وهو أن يكون خير الواحد شرّا لآخر كالمال مثلا ؛ فإنه خير لمن عمل فيه صالحا ، وشرّ لمن اكتسبه من حرام. كما قيل : إنّ الرجل يكسب مالا فيدخل به النار ، فيرثه ولده فيعمل فيه خيرا ، فيدخل الجنة. وإليه الإشارة بقوله : (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ)(٤). وبهذا الاعتبار سماه الله خيرا. قال : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ)(٥) أي المال. وقيل في قوله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً)(٦) أي مالا كثيرا.
وشاور بعض موالي عليّ رضي الله عنه عليّا في مال يوصي به فقال : «لا ، إنّ الله قال : إن ترك خيرا ، وليس مالك بكثير». وقال بعض العلماء : «إنما سمي المال ها هنا خيرا لمعنى لطيف وهو أن المال إنما تحسن الوصية به إذا كان مجموعا من وجه مباح». وعليه قوله : (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ)(٧).
وقوله : (أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ)(٨). فسمّى المال خيرا بالنسبة إلى غير الممدود لهم كما تقدّم ، فمن ورث مالا وعمل فيه بخير (٩) والخير والشرّ
__________________
(١) ٢٦ / آل عمران : ٣.
(٢) ورد ذكره في المفردات كذلك : ١٦٠.
(٣) ساقطة من ح.
(٤) ٩ / التغابن : ٦٤. سمي اليوم بيوم التغابن ـ وهو يوم البعث ـ لأن أهل الجنة يغبن فيه أهل النار بما يصير إليه أهل الجنّة من النعيم ويلقى فيه أهل النار من عذاب الجحيم (تفسير الطبري : ٢٨ / ١٢٢. وانظر التفصيل في معجم أعلام القرآن ـ يوم التغابن).
(٥) ٨ / العاديات : ١٠٠.
(٦) ١٨٠ / البقرة : ٢.
(٧) ٢٧٢ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٨) الآيتين ٥٥ و ٥٦ / المؤمنون : ٢٣.
(٩) الكلام ناقص في الأصل.