خ ي ل :
قوله تعالى : (وَالْخَيْلَ)(١) ، اسم جمع واحده فرس. وفرس يقع للذكر والأنثى. فالذّكر حصان والأنثى رملة وحجر. وهو نظير الناس ؛ فإنه اسم جمع ومفرده إنسان ، وإنسان يقع للذكر والأنثى. ونظير الإبل ؛ فإنه اسم جمع واحده بعير ، وبعير عند الجمهور يقع للناقة والجمل. وقيل : الخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا. قال تعالى : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ)(٢). ويستعمل في كلّ واحد منهما منفردا نحو : «يا خيل الله اركبي» (٣). فهذا للفرسان. وقوله عليهالسلام : «عفوت لكم عن صدقة الخيل» (٤) بمعنى الأفراس. قلت : أمّا يا خيل الله اركبي فهو من اختصار الكلام ، وذلك على حذف مضاف تقديره : يا ركاب خيل الله. ونظره الهرويّ بقوله عليه الصلاة والسّلام : «لا يفضض الله فاك» (٥) أي لا يسقط أسنانك. فعبّر عنها بالفم اختصارا.
وأصل الخيل من لفظ الخيلاء ، وهي التكبر والعجب لما قيل : إنه لا يركب أحد الخيل إلا حصل له في نفسه خيلاء ونخوة. قال هذا (٦) القائل والخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا. وفي الحقيقة فالخيلاء إنما حصلت للراكب ، ولكن المركوب سبب فيها ، فلذلك سمي بها.
قوله : (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)(٧). قيل : هذا استعارة وتخييل لغلبة وسوسته للناس وكثرة طواعيّتهم له فيما يأمرهم به ، فهو بمنزلة رجل أجلب على قوم فقهرهم وأسرهم. وقيل : كلّ خيل تسعى في معصية الله ، وكلّ ماش في معصية الله فهو من خيله ورجله.
__________________
(١) ٨ / النحل : ١٦.
(٢) ٦٠ / الأنفال : ٨.
(٣) النهاية : ٢ / ٩٤. ويقول ابن الأثير : هذا على حذف المضاف ، أراد : يا فرسان خيل الله اركبي.
(٤) وفي النهاية : (٣ / ٢٦٥): «قد عفوت عن الخيل ... فأدوا زكاة أموالهم».
(٥) النهاية : ٣ / ٤٥٣.
(٦) ساقطة من س. وهذا القائل يعني الراغب.
(٧) ٦٤ / الإسراء : ١٧.