وقيل : الأزّ أبلغ من الهزّ. والأزّ مأخوذ من : أزّت القدر تئزّ أزيزا إذا سمع غليانها. وفي الحديث «أنه عليهالسلام كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» (١). فالمعنى تزعجهم إزعاج القدر إذا أزّت واشتدّ غليانها. وفي حديث سمرة : «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأتيت المسجد فإذا هو بأزز» (٢) أي امتلاء ، وذلك شبيه بما في المرجل. ومجلس أزز (٣) : كثير الزّحام. وفي آخر : «فإذا المجلس يتأزّز» أي يموج (٤).
أ ز ف :
قوله تعالى : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ)(٥) أي قربت القيامة ودنت. والآزفة علم بالغلبة للقيامة. ولذلك اتّحد الفعل والفاعل لفظا ، وإلا قيام القائم عندهم ممتنع لعدم الفائدة. وقيل لها : آزفة باعتبار تحقّق وقوعها كقوله : (أَتى أَمْرُ اللهِ)(٦)(وَنادى أَصْحابُ النَّارِ)(٧). وقيل : لأنّ ما مضى من الدنيا أضعاف ما بقي ، فلذلك سميت بالآزفة. وسميت بالساعة لشدّة قربها ، وكلّ ما هو آت قريب وإن بعد ، فكيف بما قرب؟
وأزف وأفد متقاربان إلا أنّ أزف يعبّر به في ما ضاق وقته ، ولذلك أتى به هنا. قوله : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ)(٨) أي خوّفهم أهواله ، فوصفه لهم بما ينبّههم على الاستعداد لأنه كالحاضر.
__________________
(١) النهاية : ١ / ٤٥. والمعنى : خنين من المرجل (الغريبين : ١ / ٤٣).
(٢) في الأصل : أزيز ، وصوّبناه من اللسان.
(٣) النهاية : ١ / ٤٥.
(٤) أي يموج فيه الناس. النهاية : ١ / ٤٥.
(٥) ٥٧ / النجم : ٥٣.
(٦) ١ / النحل : ١٦.
(٧) ٥٠ / الأعراف : ٧.
(٨) ١٨ / غافر : ٤٠.