الإجماع عليه ، وهو جيد ، لكن كان ينبغي جزمه بذلك حتى بالنسبة إلى إجماعه الذي ادعاه في السرائر وإن كان لم يصرح بنحو ذلك فيها ، لكنه مراده في الرسالة قطعا ، خصوصا مع إحالته المسألة في السرائر إليها مدعيا أنه بلغ فيها إلى أبعد الغايات وأقصى النهايات ، ضرورة عدم تركه ذكر مثل ذلك فيها الذي هو أعظم من كل ما ذكر ، فيعلم أن هذا أقصى ما كان عنده ، ولو وجد ملجأ غيره لأورده ، ومن العجيب ذكره هذا الإجماع هنا وإنكاره العمل بأخبار الآحاد الثقات في السرائر مدعيا فيها الإجماع أو الضرورة ، كما أنه من العجيب نقله في الرسالة المزبورة عمن عرفت ممن علم حاله أنه ممن لا يقول بالمضايقة ، بل من العجيب أيضا عدم ذكره رواة المواسعة مقابل ذلك ، ولذا رده غير واحد بأن الرواة رووا أخبار الطرفين ، وكم له من عجب جر به الطعن إلى نفسه ممن تأخر عنه من الأساطين ، بل ومن عاصره ، فإنك قد سمعت أن سديد الدين محمود الحمصي المعاصر له صاحب التصانيف الكثيرة علامة زمانه في الأصوليين كما عن تلميذه منتجب الدين كان يطعن عليه بأنه مخلط لا يعتمد على تصنيفه ، ولعله أخذه مما يظهر عليه من إرادة الترويج ، فربما يدعي الدعوى ويذكر فيها الإجماع ثم ينقضها في مكان آخر قريب منه ويدعي فيها الإجماع ، كما حكي عنه في مفتاح الكرامة أنه نقل الإجماع في بحث الولاء على أنه إذا كان المعتق المتوفى امرأة فولاؤها لعصبتها دون ولدها وإن كانوا ذكورا ، ثم رجع عنه ، لأنه راجع تصانيف الأصحاب وأقوالهم فوجدها مختلفة ، ثم ما بعد به المدى حتى نسب إلى الخلاف خلاف ما نقل هو عنه ، وربما يمدح الموافق له تارة لأنه وافقه ، ويذمه أخرى ويجعله عن العلم بمعزل ، إلى غير ذلك مما يطول ذكره ، بل لو أردنا استقصاء البحث في نفس عبارته التي سمعتها في الرسالة المزبورة لاحتاج إلى تسويد جملة من الفرطاس ، وفيما سمعته الكفاية للمتنبه الفطن.
ومما سمعت يظهر البحث أيضا في إجماعات غيره في المقام كإجماع الشيخ في