فعلها من حيث صدق امتثال الأمر على وجهه المستلزم عقلا بقاعدة اللطف استحقاق الثواب ، ولا الموافقة للأمر الذي قد عرفت أنه يعتبر في امتثاله ملاحظة من كان الواسطة به.
قال الباقر عليهالسلام في خبر زرارة (١) : « أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله تعالى شأنه فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ، ولا كان من أهل الايمان »
وقال عليهالسلام أيضا في خبر آخر (٢) : « من دان الله بغير سماع من صادق ألزمه الله البتة يوم القيامة ».
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام (٣) : « قد جعل الله للعلم أهلا ، وفرض على العباد طاعتهم بقوله ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٤) وبقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ) (٥) وبقوله : ( وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) (٦) وبقوله ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٧) وبقوله ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) (٨) والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه الله عند الأنبياء ، وأبوابها أوصياؤهم ، فكل عمل من أعمال الخير يجري على يد غير الأصفياء وعهودهم وحدودهم وشرائعهم وسننهم مردود غير مقبول ، وأهله
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٢٩ ـ من أبواب مقدمة العبادات الحديث ٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب صفات القاضي الحديث ١٢ و ١٤ وفيهما « ألزمه الله البتة إلى الغناء ( العناء خ ل ) ».
(٣) الوسائل الباب ـ ١٣ ـ من أبواب صفات القاضي الحديث ٤٤ من كتاب القضاء.
(٤) و (٥) سورة النساء : ٤ ـ الآية ٥٩ ـ ٨٣.
(٦) سورة التوبة : ٩ ـ الآية ١١٩.
(٧) سورة آل عمران : ٣ ـ الآية ٧.
(٨) سورة البقرة : ٢ ـ الآية ١٨٩.