لا بأس » (١) لكن الرواية ضعيفة السند من جهة ضعف طريق الشيخ (٢) إلى إبراهيم بن ميمون. مضافاً إلى عدم ثبوت وثاقة الرجل في نفسه.
والعمدة إنما هي الروايات السابقة الصحيحة سنداً والصريحة دلالة. وبإزائها رواية محمد بن عمرو بن سعيد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام « قال : لا تسجد على القير ولا على القفر ، ولا على الصاروج » (٣) لكن الرواية ضعيفة السند من جهة علي بن إسماعيل السندي الواقع في الطريق فإنه لم يوثق ، نعم وثقه نصر بن الصباح (٤) ، لكن نصراً في نفسه ضعيف فلا عبرة بتوثيقه ، فهذه الرواية لا تصلح للمعارضة مع الروايات السابقة.
وإنما الصالح لها هي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قلت له : أسجد على الزفت يعني القير؟ فقال لا ، ولا على الثوب الكرسف ، ولا على الصوف ، ولا على شيء من الحيوان ، ولا على طعام ، ولا على شيء من ثمار الأرض ، ولا على شيء من الرياش » (٥) فلا بد من العلاج.
وقد جمع بينهما بحمل الطائفة السابقة على مورد الضرورة أو موارد التقية ، لكنه كما ترى جمع تبرّعي لا شاهد عليه.
وربما يجمع بحمل الرواية الأخيرة على الكراهة ، وهو أيضا يتلو سابقه في الضعف لما تقدم قريباً (٦) من أنّ هذا النوع من الجمع إنما يستقيم فيما إذا اختلفت الدلالتان في الظهور قوة وضعفاً فكانت إحداهما ظاهرة والأخرى نصاً أو
__________________
(١) الوسائل ٥ : ٣٥٥ / أبواب ما يسجد عليه ب ٦ ح ٧ ، التهذيب ٣ : ٢٩٨ / ٩٠٨.
(٢) ولكنها مروية بطريق الصدوق أيضاً [ الفقيه ١ : ٢٩١ / ١٣٢٤ ] وطريقه إليه صحيح لاحظ المعجم ١ : ٢٨٣ / ٣٢١.
(٣) الوسائل ٥ : ٣٥٣ / أبواب ما يسجد عليه ب ٦ ح ١.
(٤) رجال الكشي : ٥٩٨ / ١١١٩.
(٥) الوسائل ٥ : ٣٤٦ / أبواب ما يسجد عليه ب ٢ ح ١.
(٦) في ص ١٣١.