ورواه في كشف الغمة نقلاً من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري في دلائل علي بن محمد العسكري عليهالسلام قال : وكتب إليه محمد بن الحسن ابن مصعب يسأله ، وذكر مثله إلا أنّه قال : « فإنه من الرمل والملح ، والملح سبخ » (١).
ورواه الصدوق في العلل بسنده عن السياري مثله (٢).
ويقع الكلام في الرواية تارة من حيث السند وأُخرى من ناحية الدلالة.
أما السند : فالظاهر أنه مرسل ، وإن عبّر عنه غير واحد بالصحيح ، لأنّ محمد بن الحسين يروي أنّ بعض الأصحاب كاتب الهادي عليهالسلام وهو مجهول ، وهذا بمجرّده وإن لم يكن قادحاً إذا كان محمد بن الحسين بنفسه شاهد خط الامام عليهالسلام فحكى كتابته وروى عن شخصه عليهالسلام بلا واسطة ، وإن كان المكاتب مجهولاً ، لكنه في المقام ليس كذلك لأنّ مرجع الضمير في قوله : « قال : فكتب إلى » هو بعض الأصحاب (٣) فهو الذي شاهد الخط الشريف دون الراوي عنه ، فمحمد بن الحسين لم يشهد بمقتضى حكايته إلا بأصل المكاتبة لا بكتابة الامام عليهالسلام وإنما يرويها عن مكاتب مجهول لا نعرفه ، فيكون في حكم المرسل.
نعم ، قد صرح باسم المكاتب في رواية كشف الغمة نقلاً عن كتاب الدلائل وأنه محمد بن الحسن بن مصعب كما عرفت ، إلا أنّ طرق مؤلف كشف الغمة إلى كتاب الدلائل غير معتبر. مضافاً إلى أنّ الرجل بنفسه مجهول. وأما الطريق
__________________
(١) كشف الغمة ٢ : ٣٨٤.
(٢) علل الشرائع : ٣٤٢ / ٥ الباب ٤٢.
(٣) هذا بناء على نسخة الكافي [ الكافي ٣ : ٣٣٢ / ١٤ ] وأمّا في التهذيب فالعبارة هكذا : « قال : فكتب إليه » ج ٢ ص ٣٠٤ وبناء عليها فالمرجع هو محمد بن الحسين ، ومعه لا تكون الرواية مرسلة ، لكنّ الشأن في صحتها ، وحيث لم تثبت فتكون مرددة بين الإرسال والإسناد فلا تصلح للاعتماد.